بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 نيسان 2021 01:10ص أكثر من 1000 عائلة مستورة تدخل بيت الزكاة يومياً

الأوضاع الاقتصادية المنهارة فرضت على بيت الزكاة الاجتهاد في تقديم المساعدات

حجم الخط
رمضان شهر الخير والبركات، لكن في ظل الأوضاع الاقتصادية المنهارة بالكامل فان الغالبية الساحقة من أبناء مدينة طرابلس والذين يعانون أوضاع اقتصادية سيئة حتى من قبل الانهيار الحاصل، يجاهدون اليوم في سيبل تأمين "سفرة رمضان" بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية واللحوم وكل ما يلزم من خضار وفواكه فكيف السبيل الى تأمين لقمة العيش؟

بالطبع أيادي الخير لا تتوقف عن تقديم المساعدات والعون والتي لولاها لما كتب للشعب الفقير امكانية الاستمرار في ظل الظروف الصعبة، وبالتأكيد وكعادته في كل سنة فان لبيت الزكاة في طرابلس المؤسسة الخيرية الأكبر على سعيد الشمال الدور الأكبر في تلقف أعداد المحتاجين وتقديم الدعم لهم ليس في شهر الخير فحسب وانما على مدار السنة، ومن يقصد بيت الزكاة اليوم يلمس وبما لا يقبل الشك مدى الحاجات الملحة والكبيرة ويبدو ذلك جلياً وواضحاً من خلال الأعداد الكبيرة للمواطنين والذين توزعوا على الغرف قسم كبير منهم لديه السجلات المطلوبة وقد تم تسجيلهم منذ سنوات للاستفادة من كل المساعدات، لكن الملفت هذه السنة العدد الأكبر من المواطنين والذين كانوا فيما سبق ممن يقدمون المساعدات لبيت الزكاة بهدف ايصالها لمن يستحقها، لكن اليوم باتوا بحاجة "للعون" فلم يجدوا أمامهم سوى باب "البيت" ليطرقونه بهدف الحصول على حاجتهم، وفي المقابل فان القيمين على بيت الزكاة يجاهدون بدورهم في سبيل تأمين الدعم اللازم كي يتمكنوا من تلبية كل الطلبات وبالفعل نجحوا حتى الساعة وعنينا انقضاء النصف الأول من شهر رمضان المبارك، والصورة هذه تبدو واضحة وأنت تجلس في مكتب مدير الأنشطة الخيرية بهدف اجراء لقاء صحافي واطلاع الناس على أبرز أنشطة البيت، لكن ومن كثرة تردد الناس الى مكتبه لطلب العون فان الموعد المحدد للمقابلة امتد لساعات طويلة، لم نمل خلالها ونحن نطلع على هموم أبناء المدينة وحاجاتهم الكبيرة ومدى قدرة بيت الزكاة على تلبيتها.

افطار الصائم... ومراعاة المستفيد

مدير الأنشطة الخيرية والاغاثية في بيت الزكاة عبدالله البوش قال :" هذه السنة لدينا المشاريع الخيرية الرمضانية ففي مشروع افطار الصائم لدينا "القسيمة الشىرائية" والتي اعتمدناها من باب الحفاظ على كرامة المستفيد والذي يمكنه التوجه الى المحل الذي يرغب لشراء ما يحتاج وبالطبع الأمر من شأنه التخفيف من الضغط وبالتالي الحفاظ على التباعد الاجتماعي، فضلا عن تلافي اي مشكلة قد تنشب بين الناس خلال عملية التوزيع سيما واننا شهدنا ونشاهد العديد من الأحداث المأساوية خلال توزيع الحصص في رمضان، القسيمة الشرائية يتم توزيعها من خلال رسائل عبر الهاتف للعائلات المسجلة عندنا وعددها 9000 أسرة موزعة بين أيتام ومتعففين وغير معوقين وعاجزين ومرضى كما وهناك تسجيلات لعائلات يمكن تقديم المساعدة لهم في شهر رمضان".

هجمة كبيرة .. ومخاوف من اشتداد الأزمة

وتابع البوش:" هذه السنة فان بيت الزكاة يشهد هجمة أكبر بكثير من امكاناتنا ، فالكل يعاني جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة ويطالب بضرورة الحصول على مساعدة، وكمركز خيري يهمنا تأمين الأسر المسجلة لدينا، وما قمنا به هذه السنة في موضوع القسيمة الشىرائية والتي تبلغ قيمتها 250ألف ليرة فإننا نعطيها للعائلات المعروفة من قبلنا ويبلغ عددها 7700 أسرة وهي تقصد بيت الزكاة وتتوجه الى القسم المخصص لها ضمن تنظيم يراعي التباعد وعدم الاحتكاك وفي النهاية يخرج المستفيد من مدخل آخر كل ذلك بهدف الحد من العجقة، كما وهناك قسائم شرائية للعائلات التي تقصد بيت الزكاة بشكل طارئ وهذه القسائم تكون بقية 125 ألف ليرة يشتري بها المستفيد ما يرغب، طبعا القسائم الشرائية تكون منتشرة في عدد كبير من محلات السوبر ماركت في كل المناطق الشمالية ، بحيث لا يضطر المستفيد لاستخدام المواصلات".
حصص غذائية لأسر معروفة

وتابع:" المشروع الآخر من افطار الصائم يتعلق بالحصص الغذائية ، هناك الجالية الاسترالية الى جانب متبرعين في الداخل لكن هم يطرحون أسماء العائلات التي يريدون لها الاستفادة وهم اما أقارب أو جيران أو هم يرسلون حصص لعائلاتهم في لبنان بهدف توزيعها على من يستحقون".

افطارات طازجة ووجبات العيد

وأشار البوش الى أنه :" في النصف الأخير من رمضان سنطلق مشروع الإفطار الطازج تقدمة مجموعة من المتبرعين وهذا المشروع يعتمد على توزيع مقومات وجبات الإفطار الطازجة بشكل يومي مع الحلويات والفواكه وهذه سيستفيد منها عدد من الأسر، يبقى لدينا كفارة الصائم وبعد جمع التوكيلات من المتبرعين نقوم بتوزيع المساعدات على الفقراء والمستحقين ومع نهاية شهر رمضان المبارك يكون هناك وجبة العيد والتي نسعى الى تأمينها أيضا مع الحلويات والفواكه".

وتابع:" كل هذه الأمور تعتبر مواضيع سنها بيت الزكاة منذ سنوات طويلة وهذه المبادرات تلقى الاستحسان عند المتبرع ولدى المحتاج، كما وانها أكثر تنظيما بالنسبة لنا".
وردا على سؤال يقول البوش:" طبعا مثلما هناك حالات محتاجة جديدة كذلك هناك متبرعين جدد ، لكن يمكن التأكيد على أن هناك أوضاع صعبة فرضت الكثير من العائلات التي تعيش تحت خط الفقر ولا يمكن لها تأمين مستلزماتها اليومية".

وقف بيت الزكاة

من جهة أخرى هناك وقفيات بيت الزكاة والتي تقوم بتغطية قسم كبير من المساعدات".

هذا فيما خص التمويل فان بيت الزكاة سعى مع رئيسه وكل فريق العمل الى ضرورة تأمين المساعدات لشهر رمضان "أمير المواسم".وهنا نحن نشكر كل من كافح معنا في سبيل تأمين كل ما يلزم، ومع نهاية رمضان هناك "كسوة العيد" والتي ستشمل 2000طفل وطفلة وباذن الله سيزداد عدد المستفيدين".

الشكر للقوى الأمنية والجيش

وختم البوش متوجها بالشكر للقوى الأمنية وعناصر الجيش اللبناني والذين واكبوا بيت الزكاة منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك من أجل تأمين الأجواء الملائمة لتوزيع المساعدات سيما بعدما كثرت الأحداث المؤلمة ويبقى أبرزها ازهاق روح أحد الشباب مع أول يوم من رمضان خلال عملية توزيع حصص غذائية، وهذا ما كنا نخاف منه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة لكن بفضل الله وجهود الأمنيين فان شيئاً لم يحدث حتى الساعة ونأمل الاستمرار بنفس الطريقة".