بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 أيار 2021 12:01ص آلاف العوائل المستورة تلجأ إلى «بيت الزكاة» يومياً

الحصص الغذائية المقدّمة من الجالية الاسترالية الحصص الغذائية المقدّمة من الجالية الاسترالية
حجم الخط
رمضان شهر الخير والبركات، لكن في ظل الأوضاع الاقتصادية المنهارة بالكامل، فإنّ الغالبية الساحقة من أبناء مدينة طرابلس، الذين يعانون أصلاً أوضاعاً اقتصادية سيئة حتى قبل الانهيار الحاصل، تراهم يجاهدون اليوم في سببل تأمين «سفرة رمضان»، في ظل الارتفاع الجنوني بأسعار المواد الغذائية واللحوم، وكل ما يلزم من خضار وفواكه، فكيف السبيل الى تأمين لقمة العيش؟!

بالطبع «أيادي الخير» لا تتوقّف عن تقديم المساعدات والعون، والتي لولاها لما كُتِبَ للشعب الفقير إمكانية الاستمرار في ظل الظروف الصعبة، وبالتأكيد وكعادته في كل سنة، فإن لـ«بيت الزكاة» في طرابلس «المؤسسة الخيرية الأكبر» على صعيد الشمال، الدور الأكبر في تلقف أعداد المحتاجين، وتقديم الدعم لهم، ليس في شهر الخير فحسب، وإنّما على مدار السنة، ومَنْ يقصد بيت الزكاة اليوم يتلمّس، بما لا يدع مجالاً للشك مدى الحاجات الملحة والكبيرة، بحيث يبدو ذلك جلياً من خلال الأعداد الكبيرة للمواطنين، الذين توزّعوا على الغرف.

«إفطار الصائم»

مدير الأنشطة الخيرية والإغاثية في «بيت الزكاة» عبدالله البوش قال لـ«اللواء»: «هذه السنة لدينا المشاريع الخيرية الرمضانية، ففي مشروع «إفطار الصائم» لدينا «القسيمة الشرائية»، التي اعتمدناها من باب الحفاظ على كرامة المستفيد، والذي يمكنه التوجّه الى المحل الذي يرغب لشراء ما يحتاج، وبالطبع الأمر من شأنه التخفيف من الضغط، وبالتالي الحفاظ على التباعد الاجتماعي، فضلاً عن تلافي أي مشكلة قد تنشب بين الناس خلال عملية التوزيع، لاسيما أننا شهدنا ونشاهد العديد من الأحداث المأساوية خلال توزيع الحصص في رمضان»، لافتاً إلى أنّ «القسيمة الشرائية يتم توزيعها من خلال رسائل عبر الهاتف للعائلات المسجّلة لدينا، وعددها 9000 أسرة موزّعة بين أيتام ومتعفّفين ومعوّقين وعاجزين ومرضى، كما هناك تسجيلات لعائلات يمكن تقديم المساعدة لها في شهر رمضان».

هجمة كبيرة

وأوضح البوش أنّ «بيت الزكاة يشهد هذه السنة هجمة أكثر بكثير من إمكاناتنا، فالكل يعاني جرّاء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ويطالب بالحصول على مساعدة، وكمركز خيري يهمنا تأمين الأسر المسجّلة لدينا، وما قمنا به هذه السنة في موضوع القسيمة الشرائية، والتي تبلغ قيمتها 250 ألف ليرة، فإنّنا نعطيها للعائلات المعروفة من قِبلنا، ويبلغ عددها 7700 أسرة، وهي تقصد بيت الزكاة، وتتوجّه إلى القسم المخصّص لها ضمن تنظيم يراعي التباعد وعدم الاحتكاك، وفي النهاية يخرج المستفيد من مدخل آخر، كل ذلك بهدف الحد من الازدحام، كما هناك قسائم شرائية للعائلات التي تقصد بيت الزكاة بشكل طارئ، وهذه القسائم تكون بقيمة 125 ألف ليرة يشتري بها المستفيد ما يرغب. طبعا القسائم الشرائية تكون منتشرة في عدد كبير من محلات السوبرماركت في كل المناطق الشمالية، بحيث لا يضطر المستفيد لاستخدام المواصلات».

حصص وإفطارات

وتابع: «المشروع الآخر من «إفطار الصائم» يتعلق بالحصص الغذائية، فالجالية الاسترالية إلى جانب متبرعين في الداخل، يطرحون أسماء العائلات التي يريدون لها الاستفادة، وهم إمّا أقارب أو جيران أو يرسلون حصصاً لعائلاتهم في لبنان بهدف توزيعها على مَنْ يستحقون»، مشيراً إلى أنّه «تم في النصف الأخير من الشهر الفضيل إطلاق مشروع الإفطار الطازج، تقدمة مجموعة من المتبرعين، وهذا المشروع يعتمد على توزيع مقوّمات وجبات الإفطار الطازجة بشكل يومي مع الحلويات والفواكه، ويستفيد منها عدد من الأسر، ويبقى لدينا كفّارة الصائم وبعد جمع التوكيلات من المتبرّعين نقوم بتوزيع المساعدات على الفقراء والمستحقين، ومع نهاية شهر رمضان المبارك تكون هناك وجبة العيد، التي نسعى إلى تأمينها أيضا مع الحلويات والفواكه».

ولفت إلى أنّ «كل هذه الأمور تُعتبر أُسُساً سنّها «بيت الزكاة» منذ سنوات طويلة، وهذه المبادرات تلقى الاستحسان عند المتبرّع ولدى المحتاج، كما أنها أكثر تنظيماً بالنسبة لنا»، مؤكداً أنّه «مثلما هناك حالات محتاجة جديدة كذلك هناك متبرّعون جُدُد، لكن يمكن تأكيد أن الأوضاع الصعبة فرضت الكثير من العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، ولا يمكن لها تأمين مستلزماتها اليومية».

وقف بيت الزكاة

وبيّن البوش أنّه لجهة التمويل «هناك وقفيات بيت الزكاة، التي تقوم بتغطية قسم كبير من المساعدات، حيث سعى رئيس البيت وكل فريق العمل إلى ضرورة تأمين المساعدات لشهر رمضان «أمير المواسم»، ونحن نشكر كل من كافح معنا في سبيل تأمين كل ما يلزم، ومع نهاية رمضان سنقدم «كسوة العيد» إلى 2000 طفل وطفلة، وبإذن الله سيزداد عدد المستفيدين».

وختم البوش متوجّهاً بالشكر إلى «القوى الأمنية وعناصر الجيش، الذين واكبوا ويواكبون «بيت الزكاة» منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك في سبيل تأمين الأجواء الملائمة لتوزيع المساعدات لاسيما بعدما كثرت الأحداث المؤلمة».