بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الثاني 2018 12:25م احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

حجم الخط
أقامت دار الفتوى في طرابلس والشمال ودائرة أوقاف طرابلس وجمعية مكارم الأخلاق الإسلامية إحتفالا دينيا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في قاعة الحاج سميح مولوي في جمعية المكارم بطرابلس.
وحضر الإحتفال مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، النائب سمير الجسر، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، نقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة، اللواء محمد خير رئيس الهيئة العليا للإغاثة، رئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد كرم مراد ممثلا بالعقيد أحمد العمري، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، القاضي المستشار غالب الأيوبي، رئيس جمعية المكارم محمد رشيد ميقاتي وحشد من العلماء ورجال الدين وأبناء طرابلس والشمال.
في الإفتتاح كلمة تقديم من الشيخ جهاد تركماني حول معاني ذكرى المولد النبوي الشريف، فتلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم لشيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي.
وألقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار كلمة إستهلها قائلا: يوم مبارك وعمر مبارك وعقل مبارك الذي يعيش في كنف رسول الله (صلعم)، يوم أغر وعقل مستنير وقلب نابض الذي يستلهم حياته مقتديا برسول الله (صلعم) فاق النبيين في خلق وفي خُلق، ولم يدانوه في علم ولا كرم، لما دعا الله الداعين لطاعته، رسول الله وخاتم النبيين، هو الرسول المصطفى، به ختمت الرسالات وبرسالته أتم الله النعمة وأكمل الله تعالى علينا الدين، وإذا كان هو خاتم الأنبياء وإمام المرسلين ذلكم يعني أن رسالته قد كملت وأن الوحي قد إنقطع، وأن رسالة الإسلام إستوعبت حاضرها ومستقبل الحياة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
أضاف: لذلك قال الله تعالى جلّ في علاه( اليوم أكملت لكم دينكم) كمال لدين فلا نقص فيه (وأتممت عليكم نعمتي) إتمام للدين وللنعمة فليس هناك من متّبع لزيادة طارئة عليه،( ورضيت لكم الإسلام دينا) .كل رسالات الأنبياء كانت محدودة الزمان ومحدودة المكان إلآ الذي بعث به محمد (صلعم) كان للعالم كله ، كان للإنسانية جمعاء، (يا ايها النبي إنّا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)، رسالة عالمية كاملة تستلزم رسولا أوتي من الكمال ما يتناسب مع كمال الرسالة، تستلزم نبيا أودع فيه من الملكات ما يستوعب الرسالة بتمامها وبكمالها وإلآ لا يتأتّى له أن يبلغ رسالة الله، وعظم الرسالة يعني عظم هذا الرسول وإذا كانت الرسالة عالمية فإن رسولها عالمي للإنسانية وللعالم كله.
وتابع: عندما هاجر النبي من مكة إلى المدينة ووجد أهلها يصومون عاشوراء، قال "ما هذا؟"، قالوا" هذا يوم نجّا الله فيه موسى من الغرق" فيصومونه شكرا لله عزّ وجلّ، فيقول النبي(صلعم) "أنا أولى بموسى منكم" فصامه وأمر بصيامه وقال "لئن عشت إلى العام القادم لأصومنّ معه يوما قبله أو بعده"، وهو أولى بعيسى بن مريم من كل الذين إتّبعوه لأنه عرف مكانته وعرف قدره وقال (صلعم) "لأن الأنبياء إخوة لعلّات، أمهاتهم شتّى ، لكل نبي أم ودينهم واحد " ،أصول الدين واحدة الإيمان بالله، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالواحد الأحد الفرد الصمد، وبهذا جاء جميع الأنبياء والمرسلين وقيم الأديان واحدة وأصول الأديان واحدة.
وتابع: نبينا محمد عليه الصلاة والسلام جاء بأكمل الرسالات وأتم النعم وأراد أن يكون العبيد والعباد جميعا مسلمين ومستسلمين لأمر الله عزّ وجلّ وأراد بعد ذلك ان يوحّد بين الناس في أخوّة ومحبة وخُلق سوي، وجاء(صلعم) ليكون الإنسان مجمّلا بحسن الخُلق وليكون قلبه اصفى وأنقى من الثلج، إن الألفة بين أبناء المجتمع والمودة بين أبناء الأمة تكاد تكون واجبا وفريضة وإلآ كيف يكون الناس كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، كيف نكون جسدا يشعر أحدنا بالآخرين؟ يكون بالتباغض؟ أم بالتدابر أم بالتحاكم أم بالغيبة والنميمة أم بإثارة الفتن؟ يكون بالخلق الحسن بنقاء السريرة بالقلوب التي تخشع لعظمة الله وجلاله .
وتساءل: إلى متى ذلك الكبر؟ إلى متى تلكم الغطرسة ؟ متى تلين القلوب إذا سمعت كلام الله؟ متى تلين الأفئدة وتخشع لهيبة الله؟ كل ذلك مصحوب مع كل أمر بالصلاة ومع كل أمر بالصيام ومع كل أمر بالصدقة ومع كل أمر بالعمرة أو أداء فريضة الحج، العبادات ليست هياكل محنّطة دون مضمون أو معنى، إنما جاءت لتكون مرهونة ودليلا على عبوديتنا لله تعالى وعلى حسن علاقتنا ببعضنا وبإخوتنا.
وتابع: لمن هذا الكلام؟ لكل من إتّبع محمد(صلعم) لكل من رضي الإسلام دينا ، لكل من آمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد. ومتى نتحدث عن مكارم الأخلاق ، إن لم نتحدث عنها في يوم المولد المبارك الكريم، في أبرك الأيام وأجمل الليالي؟ متى نتحدث عن مكارم الأخلاق؟ إن كل حديث عن رسول الله لايرتبط بالحديث عن الأخلاق فيه نقص وتراجع فيه نقص عن المضمون وفيه تراجع عن الإقتداء، وأن يكون كل واحد منّا خير الناس لأهله، خير الناس انفعهم للناس، هذه قيم وأخلاق ومبادىء وهذا هو روح الإسلام بعد الإيمان بالله عزّ وجل والإيمان بمحمد(صلعم) لذلك وصفه ربه بقوله في كتابه الكريم( وإنك لعلى خلق عظيم) وصفه بعظم الأخلاق لأنه إستوعب أمته إستوعب المؤمنين وغيرالمؤمنين.
وقال: نحن نريد أن نستوعب المؤمنين أولا، أن يستوعب أهل المساجد بعضهم، أن يستوعب العاملون في ميدان الحقل الإسلامي بعضهم، أن ننفض ونغسل قلوبنا من البغضاء ومن الحسد، من القيل والقال ،أما أن نتحدث عن مولد رسول الله إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، عن الإرهاصات وعن الشمائل وعن المكارم دون أن يكون ذلك له علاقة بحياتنا وبمنهج سلوكنا في بيوتاتنا مع نسائنا وأبنائنا وإخواننا، بل مع أبناء مجتمعنا، من كان مؤمنا منهم أم غير مؤمن .
وتابع: إنتشر الإسلام وعمّ العالم بقيمه وبمكارم الأخلاق، بهذه القيم العظيمة التي هي مضمون الهداية لكتاب الله تبارك وتعالى، تنقية القلوب تصفية القلوب غسيلها من ظلمة المعاصي والذنوب، وفي ذكرى رسول الله حري بنا وجميل أن نعود إلى تربية النفس وإلى تزكيتها وإلى محاسبتها وأن نجدد العهد مع الله عزّ وجل ثم مع هذا النبي المصطفى لأن طاعته من طاعة الله، ولأن مخالفته معصية لله، هذا النبي الكريم الذي كان قدوة وإسوة مباركة كاملة.
وختم: في نهاية المطاف أضرع إلى الله تبارك وتعالى أن يعيدنا إليه ردا جميلا وأن يجعل هذه الأيام المباركة ايام خير وأمن وسكينة وإطمئنان للمسلمين وللعالم لأن الإسلام رحمة إلى العالمين، أن يجعل هذه الايام أيام خير وبركة وأيام سكينة ورضى وأمن وأمان وإطمئنان وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وتضمّن الإحتفال وصلات إنشادية لفرقة الوهاب بإشراف منشد الشارقة عدنان الحلاق.