خبر كُشِف النقاب عنه منذ ٣ أيام. الحادثة حصلت في لبنان صيف ٢٠١٩. تحديداً في أواخر شهر تموز عندما أتى عالمين فلكيين أمريكيين إلى لبنان لثبر لغزٍ كبير حيّرهما. فهما باحثين في جامعة أريزونا الشهيرة و يعملين في مرصد "Mauna Kea" في إحدى جزر هاواي في المحيط الأطلسي. حيث كانا يتابعان مسار نجم كبير يلتف حول الشمس كل ١٠٠ عام حسب الحسابات العلمية. و لكن لهذا النجم قصة أدهشت أكثر من عالم فلك عبر التاريخ. فحسب المخطوطات القديمة المسجّلة و التي خطّها أكثر من عالم فلك، هذا النجم يقترب كثيرا من كوكب الأرض منتصف ليل ١٧ تموز ليثبت لأكثر من ٣ ساعات في نفس المكان فوق سلسلة جبال لبنان الغربية و تحديدا فوق منطقة "القرنة السوداء" بشكل ينافي المنطق و كل علوم الفلك. فالنجوم و الكواكب لا تثبت بل هي دائمة الحركة و الدوران. و هذا ما سجله عنه في البدء العالم "بطليموس" و هو فلكي مصري عاش قبل المسيح ب ١٠٠ عام فكان أول عالم فلك يذكر ذلك النجم في كتاباته، ليأتي بعدهوعلى ذكره العالم "براهي تيخو" و هو دانماركي عاش في القرن الخامس عشر فالعالم الإنجليزي "وليام هرشل" عام ١٧٨٠.
بعد المتابعة و الرصد لأكثر من ١٠ سنوات و بعد دراسة كل المخطوطات القديمة و بعد أن طلبا صور واضحة للمنطقة من قمر صناعي تابع للمعهد الدولي لعلم الفلك تبيّن لهما وجود سهل كبير تحت قمة القرنة السوداء بشكل ملفت للأنظار و للإستغراب حيث أن السهل مساحته كبيرة جدا و تكوينه الجيولوجي يُظهِر بعض الفروقات عن تكوين القمم التي تحدّه من الجهات الأربع. و هذا ما يُطلق عليه في لبنان و المنطقة إسم "سهلات المطار". خططا للقدوم إلى لبنان في أوائل شهر تموز من صيف ٢٠١٩ لأنها حسب الحسابات العلمية ستكون السنة التي يقترب منها النجم من كوكب الأرض و ليتحققا من ثبات الكوكب-النجم فوق قمة قرنة السوداء. وصلا إلى مطار بيروت نهار ١٥ تموز ظهراً حيث كانت سيارة كبيرة بإنتظارهما مرسلة لهما من فندق شهير في منطقة الأرز في بشري حيث حجزا فيه ليلة واحدة فقط، لقرب المنطقة من القرنة السوداء، ليعودا بعد أن ينتهيا من مهمتهما صوب بيروت حيث سيمضيا يومين و يعودا الى بلدهم. وصلا الى الفندق و أمضيا فيه ليلة واحدة حيث عزما على الإنطلاق في الغد مشيا على الأقدام نحو قمة القرنة. غادرا الفندق صباح ١٦ تموز الساعة الثامنة صباحا حاملين أمتعتهما على ظهريهما و عدّة التخييم و سلكا طريق القرنة. بعد سبعة ساعات من المشي وصلا الى "سهلات المطار" و كانت الساعة نحو الثالثة بعد الظهر. نصبا خيمتهما و توجها، بعد إستراحة صغيرة نحو القمة حاملين جهاز تيليسكوب موصولا بحاسوب حديث و كاميرا متطورة و جهاز إتصالات يعمل عبر الأقمار الصناعية و بعض الأكل و الشرب. حلّ الظلام الدامس نحو الساعة ٩ مساء. فشاهدا النجم بالعين المجرّدة. أخذا عدة صور للنجم. نحو الساعة الحادية عشرة مساء سطع النجم أكثر فأكثر ليزداد وهجاً كل دقيقة فثانية. عند إقتراب نصف الليل و كان وهج النجم يُضيء كل التلال المحيطة للقرنة السوداء و كأنّ الفجر إقترب، فجأة سمعا صوت جلبة صخور قوية قادمة من "سهلات المطار" نظرا فشاهدا كوّة صغيرة تفتحت في السهل الذي يقع تحت قمة القرنة و في تمام الساعة الثانية عشرة عند إنتصاف الليل خرج شعاع قويّ من فتحة الكوّة ليتّصل مباشرة بالنجم و لمدة دقيقة و ٤٠ ثانية. أي مئة ثانية و كأن كل ثانية تُجسّد عاماً من الأعوام المئة لعمر دوران النجم. إنطفأ بعدها الشعاع لتبقى الكوّة مفتوحة. مشهد أثار جنون العالِمين. لم يصدقّا أعينهما. تحققا من الكاميرا إن كانت سجّلت ما حصل. حملا عدّتهما و هرولا نزولاً صوب السهل ليصلا للكوّة قبل أن تقفل. وصلا بعد ربع ساعة من الركض المستمر فشاهدا فتحةً صغيرة في الأرض. أشعلا الضوء الذي على خوذهما و ما أن دخلا من الكوّة حتى شاهدا درجاً خشبياً قديماً ينحدر نحو جَيبٍ أكبر يضمّ صواعد و نوازل لينتهي بدرجٍ محفور في الصخر على عمق أكثر من ٢٠ متراً تحت الأرض قادهما إلى حفرة ضيقة فمغارة أكبر عليها رسوم و شعارات لحيوانات قديمة العهد إنقرضت منذ ملايين السنين. آخر المغارة نزولاً فجوة كبيرة في الأرض، قطرها حوالي الخمسة أمتار، نظرا فيها فلم يروا قعرها و لكنهما رأيا ضوء غريب اللون فيها. أقرب إلى اللون الأخضر من الأزرق. رمى أحدهما حجراً صغيراً فلم يُسمع له صوت إرتطام حتى بعد مضي أكثر من ثلاثون ثانية من رميه. عاجلاه بحجرٍ أكبر و إنتظرا دقيقة ولم يسمعا أيضاً أي صوت له!! تعجبّا. قرّرا الخروج و الذهاب إلى خيمتهما للإتصال بالمعهد و إبلاغهما بما شاهداه. عند خروجهما من الكوّة الأخيرة و وصولهما لسطح الأرض صُدِما بقوّة الضباب الذي لفّ كل السهل. ضباب لونه من لون النور الذي شاهداه في الفجوة التي لا قعر لها. إشتدّ الضباب عليهما فعجزا عن متابعة المسير لعدم القدرة على الرؤية. قرر أحدهما أن يتصل بالمعهد عبر الجهاز الذي يحمله و أرسل بعض من الصور و الفيديوز التي كانا قد إلتقطاها. لينقطع بعد دقيقتين الإتصال لتعرضهما لتشويش غريب المصدر. و كانت المرّة الأخيرة التي سُمع منهما شيء.
بطلب من السفارة الأميركية أبقي التحقيق سريّاً. مدير الفندق و الموظفين أكّدوا أنهما غادرا يوم ١٦ تموز الساعة الثامنة صباحاً. لم يلتقي بهما أحد على الطريق. في التحقيقات السرية التي أجريت أكّد راعي كان يبيت مع القطيع من الناحية الأخرى لقرنة السوداء نحو منطقة الضنية بأنه شاهد تلك الليلة نجماً ساطعاً فوق قمة القرنة و في تمام الساعة الثانية عشرة نصف الليل إهتاج القطيع و نبحت الكلاب كثيرا التي كانت في رفقته، إعتقد بأن القطيع يتعرّض لهجوم من ذئاب خرج من خيمته و لم يجد شيئاً. حاول تهدئة القطيع فلم يفلح! نظر نحو قمة قرنة السوداء فرأى ضباباً غريب الشكل و اللون يلفّها من الجهات الأربع، مع أنه، و حسب شهادة الراعي، لم يكن في تلك الليلة أي مؤشر لصعود الضباب. القوى الأمنية بدورها لم تعثر على أي أثر لهما منذ وقوع الحادثة. حيث لم تجد الخيمة التي نصباها ولا أي من أمتعتهما.
موظف و عالم ذو شأن، زميلاً لهما في مرصد "Mauna Kea"، سرّب تلك الصور التي إستطاعا أن يرسلاها و الوثائق لصديقة تعمل في الصحافة في إحدى حانات هاواي تحت تأثير الكحول بعد ثلاث سنوات من الحادثة حيث كان مازال تحت صدمة وحزن فقدانهما و خوفاً من أن تبقى ذكراهما و قصتهما طيّ النسيان لسبعة و تسعون عاماً أخرى لحين عودة النجم الغريب و لحين أن تفتح الكوّة مرّة أخرى