المهندس بيار الزغندي أطفأ شمعة العمر ورحل .كالنحل كان.. لا يؤتى الا بأفضل الشهد.. تولى رئاسة المجلس الثقافي في بلاد جبيل في اواخر الثمانينات من القرن الماضي وكانت الانقسامات في الوطن على اشدها.. بحكمته وبعد نظره استطاع ان يحيّد المجلس عن كل الحساسيات والارتهانات.. كان مثالا للتواضع وعدم التباهي. يتحمل المسؤولية ويعمل في سبيلها.. وكان مُنبئ افكار.. وبعدَ تخطيط.. لم تؤلف هيئة او جمعية ثقافية او اجتماعية او بيئية واسمه لم يطرح.. ويكفي ما قام به اثناء توليه رئاسة المجلس من استنباط افكار يحكى عنها حتى يومنا هذا .
ويكفي جبيل فخراً ما قام به الزغندي في بلدته زبدين من احياء مهرجاناتها التي وصل شعاعها إلى الاراضي اللبنانية كافة..
بيار الزغندي نموذج الرجل الذي بنى ذاته مدماكا فوق مدماك مرتكزا على
.لم يتوان
خسرناك يا رئيسنا الحبيب وخسرتك عائلتك وبلاد جبيل.. رحمة الله عليك والمواساة لأهلك ولنا ولمنطقة بلاد جبيل.
كان الزغندي احد أهم اركان نقابة المهندسين في بلادجبيل.ساهم بشكل كبير في الحركة العمرانية والإنمائية في القضاء .
كانت البداية من مدرسة الأخوة المريميين حيث الدراسة الابتدائية والتكميلية .هناك لاقى المحبة والعناية والمودة من قبل اساتذته والقيمين والمسؤولين عن المدرسة، فقد كان بمثابة الأخ الأصغر لهم.
وتابع تحصيله العلمي متسلحًا بالجدية والمثابرة وحاز على البكالوريا الفنية في الهندسة المدنية من معهد التعليم التقني والفني، وبعدها انتقل لينضم الى صفوف تلامذة وطلاب الجامعة اللبنانية، معهد الفنون الجميلة، ليحصل على دبلوم الدراسات العليا في الهندسة المعمارية سنة 1974 برتبة جيد. وعلى عتبة باب الجامعة رمى بقبعته عاليًا نحو الغيوم وصرخ قائلاً ها أنا آت، وانطلق مغامرًا مقدامًا شجاعًا مستبسلاً يخوض الصعاب وغمار الحياة متنقلاً بين مكاتب الهندسة في بيروت متعطشًا ل لاتقان عمله بشكل جدي ليعود وبعد فترة زمنية لتأسيس مكتبه الخاص للدراسات الهندسية والإشراف في جبيل في سنتر نوتردام ومكتبًا آخر في بيروت، سد البوشرية.
وكانت له عدة مشاريع هندسية في جبيل والمناطق منها على سبيل المثال لا الحصر، مبنى مستشفى المعونات في جبيل، مدارس وجامعات منها جامعة العائلة المقدسة في البترون، دور عجزة، العديد من الابنية السكنية والتجمعات السياحية البحرية منها والجبلية مثال مشروع "Bellaguna" و "Lavalade" وآخرها مشروع "Orizon Byblos"، بالإضافة الى المراكز التجارية "Centre Elysee Jbeil" والعديد من القصور والفيلات الخاصة وغيرها من المشاريع الأخرى...
بالإضافة الى استشارات هندسية كالإشراف على تنفيذ سنسول ميناء مدينة جبيل والإشراف على تنفيذ المسابح الشعبية في كل من مدينة جبيل ومنطقة معاملتين – غزير وآخرها الاشراف على تنفيذ الحديقة العامة (مستديرة جبيل) وقد عين نائبًا لرئيس مجلس إدارة مياه جبيل سابقًا ورئيس البرامج الوتخطيط لمصلحة مياه الشفة والري، وهو حاليًا يشغل مركز عضو مجلس ادارة المصلحة الوطنية لنهر الليطاني.
والى جانب أعماله الهندسية أشعل على الصعيد الاجتماعي والثقافي والتراثي فتیل الثقافة من المناطق اللبنانیة في ظل الأزمات والحروب التي عصفت بلبنان .
فقد كان رائدًا في لم الشمل وتھدئة النفوس واقامة الندوات واللقاءات السیاحیة منھا والثقافیة والفنیة وحتى الریاضیة.
فقد كان رئیسًا للمجلس الثقافي في بلاد جبیل وعضو دائم فیه ومؤسس ورئیس سابق لمؤسسة التراث والإنماء في زبدین، مالك ومؤسس دار استار للفن والندوات الفكریة والثقافیة والبیئیة في جبیل، رئیس ومؤسس لجنة مھرجانات تماثیل الثلج في اللقلوق، عضو مؤسس ورئیس سابق لجمعیة بیبلوس ایكولوجیا، عضو في جمعیة اندیة اللیونز للمنطقة ۳٥۱، عضو شرف في نادي حبوب الریاضي الثقافي، عضو مؤسس في رابطة خریجي معھد الفنون الجمیلة في الجامعة اللبنانیة، عضو في تجمع الصالونات الثقافیة في لبنان، عضو لجنة التراث الكنسي في أبرشیة جبیل المارونیةومعافًا، أنتج الكثیر وأعطى الأكثر. كریم النفس لم یبخل على أحد یومًا. مقدام شجاع صاحب الید الممدودة ولن ننسى بالطبع افراد عائلته وخاصة زوجته نوال رشدان الزغندي التي لطالما وقفت الى جانبه وتعاونه في شتى الاعمال وأولاده، جان بيار وبول مارك وماري نويل ورين ماري، الذین ساندوه دومًا وراقبوه كما یراقب التلمیذ المعلم. نعم كنت المعلم ولیس بكل انسان معلم، فللعلم والمعرفة أصول واحكام وكنت في الأصول حكم"