بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 شباط 2019 10:14ص جورج زريق "انتحر" وغيره كثر فيما السياسي يلهث وراء مصالحه

حجم الخط
نجح السياسي في اجتياز مرحلة الانتخابات ووصل الى المجلس النيابي، دخل وأدخل البلد معه في دوامة تشكيل الحكومة، وبعد تسعة أشهر تشكلت الحكومة والتي لم تكشف عن أي جديد في الأسماء، وبدأت وكعادتها باطلاق الوعود الطنانة الرنانة، مشاريع انمائية تطور اقتصادي ملموس وتأمين فرص العمل للآلاف من الشباب فضلاً عن مؤتمر سيدر وما يمكن أن يحققه من انجازات، لكن جاء انتحار جورج زريق في باحة مدرسة ابنته هرباً من الأقساط المدرسية والتي لم يعد ليتحملها ليثبت مرة جديدة أن المواطن في هذا البلد يعيش في وادي اليأس والفقر والعجز بينما يعيش السياسي في أبراجه العاجية لا يعلم شيئاً عن حقيقة معاناة الشعب حتى وان تناولها في خطاباته الا انه حتماً لا يعيش فصولها وليس باستطاعته تلمس ما يشعر به "المواطن الفقير" حينما يعجز عن تأمين لقمة عيشه.
فيما الدولة "نواب ووزراء" منشغلون بمنح الثقة لأنفسهم ،المواطن يفترش الطرقات تعبيراً عن غضبه من الوضع القائم، لكن يبقى السؤال المطروح هل سيستجيب أكبر عدد من المواطنين للدعوات التي توجه اليهم "للنزول الى الشارع" بهدف الضغط على الدولة أو ربما الانقلاب عليها "بثورة مشرفة" تعيد للمواطن كرامته التي زهقت على أبواب السياسيين طلباً "لفتات الخبز" الذي يسد بها جوعه؟؟!!
في ساحة النور نصبت الخيم استعداداً لاطلاق التحركات في وجه السلطة الظالمة، وتعبيراً عن عدم الثقة بالحكومة والتي تضرب بعرض الحائط كل الأصوات التي تعلو من هناك وهناك رفضاً لها ولفسادها، فهل ستنجح خطوات الشعب هذه المرة؟؟؟ علامات استفهام كثيرة ترتسم حول المرحلة المقبلة والتي يصفها البعض بالحاسمة.
ارتفاع نسبة الانتحار
القيادي في حزب 7 مالك مولوي قال:"طبعاً لاثقة بالحكومة الحالية، فكل حكومة تأتي بنفس العناوين المتعلقة بمكافحة الفساد والاصلاح والتغيير فلماذا علينا تصديقها اليوم؟؟؟ الشعب اللبناني أصيب بالكثير من خيبات الأمل، البلد يسير نحو الوراء الدين العام يزيد ويقابل ذلك الفقر والبطالة المستشرية، جميعنا نشهد يومياً على حالات الانتحار والاضراب عن الطعام، فهل هذا هو المطلوب؟!".
مدينة الحياة "طرابلس"
الزميل عمر السيد والذي يشرف على خيمة "حرف" يقول:" لم يعد بالامكان تحمل الوضع، فالى جانب الانتحار هناك تزايد في نسبة الجلطات والذبحات القلبية وكلها بسبب الوضع السيء الذي يتخبط به الغالبية العظمى من المواطنين، هنا تكمن الخطورة وعليه فاننا نطلب من السياسيين في مدينة طرابلس لو يتنكرون وينضمون الينا كي يسمعوا شكاوى الناس ومعاناتهم، قد لا يصدق البعض بأن هناك رجالاً يتوسلون لقمة عيشهم، رجال فقدوا كل احترام عائلاتهم بسبب العوز، فمن هو المسؤول عن هذا الوضع؟؟؟ حينما يفقد رب الأسرة احترامه وقدرته على ضبط العائلة فأي مستقبل ينتظرنا؟ طبعاً المجتمع في حالة تدهور مستمر وازاء ذلك يتهموننا بالتخلف والارهاب والمخدرات، ويضاف الى كل ذلك اليوم هذه الخيم مع العلم بأن البعض أقام الخيم في وسط بيروت لأشهر طويلة ولم يلق الانتقادات التي نلقاها اليوم، بالأمس سمعنا كيف ان البعض يطالب بمنع بيع "الخمور" في طرابلس مما يعني بأن هناك خمور وليست مدينة قندهار كما يقولون فليتفقوا على تسمية ليرتاحوا ونرتاح".
اعتصم فأضرب عن الطعام فتراجع
فادي ابراهيم رعد والذي اعتصم منذ حوالي العشرة أيام ضمن ساحة النور وعمد الى "تخييط فمه" تأكيداً على اضرابه عن الطعام، قال :" نزولاً عند رغبة الأحباء من المواطنين الذين وقفوا الى جانبي طيلة الأيام الماضية، قمت اليوم بفك اضرابي عن الطعام، وقررنا متابعة المسيرة لتحقيق الثورة المرجوة بهدف التخلص من السلطة الحاكمة، طبعاً سنستمر بالكلمة والاعتصام والتمرد في وجه السلطة الفاجرة، مآسينا كيبرة وحياتنا صعبة جداً جراء الفقر المستشري والحرمان المزمن، كفانا انتهاكات لحقوقنا".
أب لأولاد بلا مدارس
أما فادي تامر فأب لثلاثة أولاد يقول:" لا أمل في الحكومة الجديدة، والتفاؤل معدوم في ظل اليأس القاتل، في كل مرة تطلق الوعود ولكن عبثاً نتأمل خيراً، منذ حوالي السنتين وأنا بلا عمل ولهذا السبب بات أولادي بلا مدرسة فأين هي أبسط حقوقي؟؟ لا يمكنني ارسالهم حتى الى المدرسة الرسمية، ليس لدي القدرة على متابعة الحياة بهذا الشكل".
وتابع:" أعمار أولادي متوزعة بين 13 و 18 و 19 أي عمر الشباب فما المتوقع منهم مستقبلاً؟؟؟ لا أخفي سراً بأنني حاولت الانتحار لكنني لم أفلح بسبب خوفي أريد البقاء الى جانب أولادي، أريد فرصة عمل من شأنها أن تحفظ لي كرامتي، وازاء ذلك أقول "جورج زريق مسكين" وبامكاني تفهمه في الوقت الذي ينتقده الكثير من الناس كونهم لا يعيشون مأساته، أشعر به لأنني أعيش نفس حياته وهذا ما دفعني للنزول الى الشارع وسأبقى فيه لحين تحقيق مطالبنا".
وختم:" هناك نسبة كبيرة من الناس تعيش نفس حياتنا الا انها تخاف من الشارع لذا هي غير موجودة الى جانبنا".