بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2019 12:04ص مدينتي تنتفض.. لكنني أخاف عليها

«كلن يعني كلن» (عمران ياسين) «كلن يعني كلن» (عمران ياسين)
حجم الخط
أخاف عليك طرابلس،

أخاف عليك يا «عروسة الثورة»،

أخاف عليك وكيف لا أخاف؟

وأنظار العالم تشخص «للعروس» التي تبدو بأبهى حلاها، جمالها، أناقتها، ثوبها الأبيض النظيف جبينها العالي، وبسمتها التي تشعّ فرحا.

لهذا أخاف عليك طرابلس،

أخاف أن تلهفك عين الحاسدين، وتهدف للنيل منك أيادي الحاقدين وهم كثر، ولطالما الحقوا بك الأذى واتهموكي بأبشع التهم، وساقوكي الى مقصلة الإعدام وأنت من كل التهم براء.

اليوم طلبوا النجدة منك فكنت خير محتضن لهم جميعا، وكيف لا يكون ذلك، وأنت لطالما شاركتي في ثورات الشعوب وكنت القائد والمعلم. ناضلتي من أجل القضية الفلسطينية، كنت المجاهدة في سبيل ثورة العراق، كنت المنظمة لكل التظاهرات في سبيل نصرة الشعب السوري، فكان نصيبك من غضب الأنظمة العربية والنصيب الأوفر من الدولة اللبنانية والتي حرمتك الإنماء ونيل الحقوق.

لطالما ظلمت طرابلس ومع هذا كنت من أوائل الذين رفعوا شعار الثورة حتى غدوت «عروسة الثورة»، رفعت الشعار هذه المرة ليس لأجل الدول والشعوب العربية، وليس لأجل القضية الفلسطينية، إنما لأجل استرجاع حقوقك مدينتي، فأنت لست مدينة الإرهاب، ولا المدينة الخارجة عن القانون.. ظلمت لوفائك مدينتي لا أكثر.

كنت الوفية لكل الطوائف فنلت لقب «مدينة العيش المشترك»، كنت الوفية مع أصحاب الدخل المحدود فأطلق عليك لقب «أم الفقير»، كنت الوفية للزعماء فامتلأت جدرانك بصورهم.

اليوم تثورين على واقعك المرير، وظلمك المهين، فتنجحين في استقطاب الأنظار من كل المناطق اللبنانية، لقد أتى ليزورك من تعرف عليك للمرة الأولى بالرغم من أنه لبناني لكن وللأسف لم يكن يعرفك من قبل، منع نفسه من زيارتك بعدما خاف من صورتك المشوهة فإذا به اليوم يتفاجأ بقدراتك ومقوماتك وحبك للحياة.

اليوم فتحت ذراعيك لتحضني كل المناطق والأطياف والطوائف لتثبتي لهم جميعا أنك تستحقين بالفعل لقب «العاصمة الثانية» للبنان.. ولهذا السبب أخاف عليك من استمرار التهميش والإهمال.