بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أقلام عربية

12 كانون الأول 2020 07:27ص اتفاق المغرب وإسرائيل.. ترسيخ لما كان تحت الطاولة

في 2003 زار وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك سليفان شالوم المغرب والتقى الملك محمد السادس في 2003 زار وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك سليفان شالوم المغرب والتقى الملك محمد السادس
حجم الخط

إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس عن اتفاق تطبيع للعلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل هو الأقل مفاجأة بعد اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان.

فالعلاقة الدبلوماسية بين الجانبين قائمة من دون إطار رسمي منذ عقود. رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، شيمون بيريز، زار المغرب عام 1986، والتقى الملك الحسن الثاني قبل فتح مكاتب اتصال بين الدولتين في 1994 بعد أوسلو وبعد اتفاق الأردن وإسرائيل.

وفي 2003، زار وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، سليفان شالوم، وهو من أصول تونسية، المغرب والتقى الملك محمد السادس، وأعقب ذلك اجتماعات خارج البلدين بين وزراء خارجيتهم لبحث تطورات المنطقة أو وساطة لعبها المغرب في ملفات تبادل الأسرى وتحريك عملية السلام.

هناك أيضا العامل الأمني والاقتصادي الذي لعب دورا في الإبقاء على قناة خلفية بين الجانبين. فالتهديدات التي يواجهها المغرب من تطرف وحركات أصولية والتكنولوجيا الإسرائيلية في رصد هذه المجموعات خلقت مصلحة مشتركة بين الجانبين. يضاف لذلك تاريخ المغرب في مساعدة اليهود حين كانوا مضطهدين في أوروبا وبعد المحرقة النازية في عهد النازي أدولف هتلر، ووجود ما يزيد عن ألفي يهودي مغربي اليوم وتراث يهودي عريق في البلاد وجالية يهودية تعود جذورها للمغرب منتشرة حول العالم.

كل ذلك سهل التوصل لإعلان رسمي للعلاقة بين الجانبين، إنما المكسب الأكبر للمغرب من الاتفاق مع إسرائيل كان باعتراف أميركا بسيادة الرباط على الصحراء الغربية. هذا التنازل ليس بالعابر في منطقة ضخمة على الأطلسي وغنية بالفوسفات وحقول الغاز. أميركا أيضا وبحسب ترامب ستفتح قنصلية في الداخلة ولتنسيق الأعمال الديبلوماسية المتعلقة بالصحراء. هذا المكسب والاعتراف الأول من أي دولة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية هو تاريخي للرباط ويفتح الباب لفض النزاع حول الإقليم بعدما فشلت مساعي الأمم المتحدة.

الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية التي تمتد على 266 ألف كيلومتر مربع يعني أيضا استثمارات أميركية ومساعدات اقتصادية تحتاج إليها الرباط، وفتح إمكانية استكشاف النفط والغاز وتوسيع الأفق السياحي في تلك المنطقة.

السؤال أميركيا هو ما إذا كان قرار ترامب قبل خمسة أسابيع من مغادرة البيت الأبيض سيلتزم به الرئيس الأميركي المقبل جوزيف بايدن. هنا تبرز مواقف بايدن المؤيدة للسلام والتطبيع العربي-الإسرائيلي وهو سيستكمل بهذا الملف. إنما فيما يتعلق بالصحراء الغربية فهناك تضارب مع الأوروبيين وخصوصا إسبانيا ومع الجزائر وموريتانيا في قرار ترامب. لذلك سيكون على المغرب خوض معركة سياسية في واشنطن لإقناع فريق بايدن بالقبول بالقرار أو إيجاد صيغة أكبر في الأمم المتحدة تقنع الأوروبيين.

الاتفاق الإسرائيلي-المغربي هو تطور طبيعي وعلني لما كان يدور في القنوات الخلفية منذ الثمانينات ونتاج لمصالح أمنية واقتصادية بين البلدين. أما الاعتراف بسيادة الرباط في الصحراء الغربية فهو يجعل من الصفقة أكثر جيوسياسية للمغرب ويضعها في موقع رابح سياسيا واقتصاديا من الإعلان.

المصدر: الحرة