بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أقلام عربية

27 تموز 2020 10:26ص نصيحة إلى اللبنانيين من كاتب سعودي

حجم الخط
لا أعتقد أن دولة، أو قيادات، تلقت نصائح صادقة، مؤخراً، مثل لبنان، وبكل مكوناته. بعض النصائح كانت واضحة، إما بالتجاهل، أو ما قيل سراً، أو النصائح العلنية الواضحة، ومثل ما فعل وزير الخارجية الفرنسي الذي أمضى يومين ببيروت.

وهناك قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، وعقب اجتماعه بالقيادات اللبنانية: «ساعدونا لكي نساعدكم.. هي الرسالة بزيارتي»، مضيفاً أن باريس مستعدة لحشد الدعم لكن يجب أن يسبق ذلك تحرك ملموس بالإصلاح.

وأضاف أن «لبنان بوضع مقلق للغاية. الأزمة الاقتصادية والمالية تشتد... لها عواقب ملموسة ووخيمة على اللبنانيين الذين يزدادون فقراً يوماً بعد يوم، ولبنان مثقل بأحد أكبر أعباء الدّين العام بالعالم، وتخلف عن سداد ديونه السيادية بالعملات الأجنبية مع احتياطيات أجنبية منخفضة للغاية، كما فقدت الليرة نحو 80 بالمئة من قيمتها منذ أكتوبر الماضي».

وقال الوزير لو دريان: «دعونا لا نتوهم، ليس هناك من حل بديل عن صندوق -النقد الدولي- للسماح للبنان بالخروج من الأزمة... الحاجة للإصلاح معروفة للجميع»، مكرراً ما قد قيل عربياً، وتحديداً خليجياً، وهو أن على لبنان احترام سياسة النأي بالنفس بصراعات المنطقة.

وهذا ليس الموقف الفرنسي، وحسب، حيث غرد السفير البريطاني قائلاً إن «الإصلاح وحده هو القادر على وقف التراجع الاقتصادي... ليس ثمة بديل... والنأي بالنفس هو فقط الذي يمكن أن يُبقي لبنان بمأمن عن الاضطرابات الإقليمية».

وعليه فإن الرسالة واضحة، فلا يمكن أن يكون لبنان بلداً محتاجاً للمساعدة الاقتصادية، ومنها، مثلاً، ازدهار السياحة، ويريد أن يكون طرفاً بنزاعات المنطقة، فهذا أمر لا يستقيم.

العقدة اللبنانية انتهت، ويخطئ من لا يستوعب ذلك، ويكفي مشاهدة نشرات الأخبار العربية حيث لا اهتمام بأخبار لبنان، ولو كان على حافة الهاوية، كما يقول الوزير الفرنسي، ولتغيير ذلك لا بد أن يتغير الموقف اللبناني، ويتغير تفكير قياداته.

وأهم تغيير مطلوب، وملح، ولمصلحة لبنان هو النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، وهناك نقطة لا ينتبه لها اللبنانيون وهي أن جميع أطراف اللعبة بالمنطقة باتوا بإجماع واضح، لكن غير معلن، وهو أن لا أهمية للبنان الآن.

وقد يقول قائل: ماذا لو نشبت حرب بين حزب الله، وإسرائيل؟ قناعتي، أن للبيت رباً يحميه، فالعالم في 2020 ليس كما قبله، ويخطئ اللبنانيون إذا لم يدركوا ذلك. النأي بالنفس، والإصلاح الاقتصادي، هو طوق النجاة، عدا عن ذلك مضيعة وقت، وتحديداً وفق المعطيات الحالية.

المصدر: "عكاظ"