بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 نيسان 2021 07:27ص ٧ أعمدة تهتز في بنيان إقتصاد لبنان

حجم الخط
بين الأعمدة التي تهتز وتتهاوى في بنية اقتصاد لبنان، «مبدأ الاقتصاد الحر» الذي نص عليه الدستور بما هو لدى البعض كما الـFossil المتحجر أو «االصنم المقدس»! في حين ان التقرير الذي صدر أخيرا عن Heritage Foundation عن «الحرية الاقتصادية في العالم» وصف اقتصاد لبنان بانه «شبه مقفل» و«غير حر غالبا» Mostly  Unfree استنادا الى مجموعة معايير منها: حركة التجارة، انفتاح الأسواق، درجة المنافسة، حجم الاحتكارات، حكم القانون، مدى استقلالية القضاء، حقوق الملكية، سهولة التعامل مع المؤسسات الحكومية، حجم التضخم في القطاع العام، والصحة المالية، وحلّ فيه لبنان أواخر الجدول وراء كل البلدان العربية، باستثناء الجزائر والسودان!. وبين ١٤١ دولة في العالم وراء الحبشة وباكستان! وأفضل من الكونغو ونيبال.

وأما العمودان الثاني والثالث - بعد الحرية الاقتصادية - اللذان فاخر بهما لبنان، فهما مرفأ بيروت الذي كان «رئة الشرق» وانحسر دوره حتى قبل الوباء المفزع والانفجار المروع، وبلغ التراجع فيه اخيرا في عام واحد ٤٥% في عدد الحاويات و٢٥% في عدد البواخر  و٣٨% في حجم الواردات، ومطاره العالمي الذي بعد أن كان المسافرون والسياح والزوار يتدفقون عبره الى لبنان، بات أهله يغادرون عبره وراء أحلام اللاعودة من مهاجر ومغتربات.

والعمودان الرابع والخامس «مصرف العرب» الذي كان في مصارف لبنان، وقد تصدع بنيانه واهتزت قلاعه وتقلّصت ودائعه وانحسرت احتياطاته، وقطاع العقار والبناء بدءا من «مرقد العنزة» مربض العز والأمان الذي طالما فاخر به لبنان وتجتاح أهله الآن حملات تغريهم بجنسيات وعقارات وفلل وشقق خارج الوطن: من اسبانيا والبرتغال وتركيا الى قبرص واليونان. فيما عمران لبنان يتراجع، فبعد انخفاض مساحات البناء بـ٣٣% في العام ٢٠١٩ انخفاض بـ٥% في العام ٢٠٢٠.

ليبقى أخيرا عمودان سادس وسابع فاخر بهما لبنان من مركز الاستشفاء والاستجمام الذي كان يتدفق الى مصحاته وفنادقه الملايين من الشرق والغرب وباتت مستشفياته تضيق بأهله وفنادقه تقفل الواحد تلو الآخر، الى ما بات يعرف في تقارير الأمم المتحدة بـ «جدول السعادة» Happiness  Index الذي أعادني أخيرا الى مقابلة أجريتها خلال الثمانينيات مع رئيس وزراء تونس الراحل الهادي نويرة قال لي فيها ان أفضل ما يعطيه حاكم لشعبه هو «فرحة العيش» أو La joie de vivre كما قال. فأين لبنان واللبنانيون اليوم من هذه «الفرحة» في بؤس انهيار اقتصادي هائل وخطر عدوان وبائي قاتل؟!

الجواب في التقرير الصادر أخيرا عن الأمم المتحدة عن الأمم الأكثر سعادة في العالم وحلّ فيه  لبنان بالدرجة ١٢٣ بين ١٤١ دولة عالمية، والدرجة ١٤ بين ١٧ دولة عربية واقليمية وراءه أربع  دول فقط بينها «الضفة وغزة» واليمن!!