بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2021 12:01ص اقتصاد شدّة ومسغبة وغلاء وبلاء وأوبئة!

حجم الخط
نادرا ما أصيب بلد وشعب بهذا الكم المروّع وهذا العدد الكبير من الكوارث والنكبات والملمّات والأزمات مجتمعة كلها وبقدّها وقديدها في عام واحد وفي مختلف القطاعات والمجالات حتى لا يكاد قطاع أو مجال واحد مستثنى من الإصابات ولدرجة يمكن أن يوجز وصف الـ٢٠٢٠ - 2021 بأنه: «عام البلاء والغلاء والوباء».

فمن «مجاعة» الودائع وجائحة الكورونا وفاجعة الانفجار مرورا بجنون الدولار وغلاء الأسعار والامتناع عن دفع الالتزامات وجفاف الاحتياطيات وطبع المزيد من الليرات والمحاصصات المانعة لتشكيل الحكومات وتمييع التشريعات وفساد الإدارات وكبح أو قمع تحقيقات القضاء في العديد من الملفات وتعثّر المحاولات لاسترداد المسروقات والمنهوبات وتوقف المفاوضات لمنع استباحة الثروات المهدورة في البحر، والاعتداءات في الجو والتهريبات عبر الحدود في البر، وتوسّع دائرة الفقر والجوع والبطالة وانكماش الانتاج وكساد الصناعات وتصاعد الدين العام وارتفاع عجز الميزانيات واشتداد المناكفات السياسية والصراعات الأقليمية والدولية على بلد لا يبني اقتصاده مما ينتج ولا يكفيه لقوت يومه مما يزرع ولا ليقي برده مما ينسج، بل يعتمد على هبات الأخ المغترب ومنح الشقيق القريب وقروض البعيد الغريب، حتى إذا اختلت الموازين في الخارج وجفّت الموارد في الداخل أصيب اقتصاده بنكسة وانتاجه بسكتة ومعيشته بهزيمة!

وبالأرقام:

ناتج تقلص من ٥٥ مليار الى ١٨ مليار دولار ودين عام يدق أبواب الـ١٠٠ مليار دولار وعملة وطنية انهارت أمام دولار تصاعد من ١٥٠٠ ليرة الى 90٠٠ ليرة وانخفاض احتياطيات العملات الأجنبية خارج الاحتياطي الالزامي الى ٢ مليار دولار وتضخم سنوي يدق باب الـ400%، وعجز في ميزان المدفوعات بـ١٠ مليارات دولار وفي الموازنة العامة بـ11,4% من الناتج وانخفاض الموجودات المصرفية بـ25% والودائع بـ١٧% والقروض بـ25% ومعدل الفقر الى ٥٥% والفقر المدقع الى ٢٥% والبطالة الى 40%. * تنويه: «المسغبة» في العنوان هي الجوع مع التعب الشديد، وبلغة قبائل «هذيل» هي المجاعة. وفي الآية الكريمة: {أو اطعام في يوم ذي مسغبة} (سورة البلد ١٤).