بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 شباط 2021 06:27ص الأثر الاقتصادي لـ«اللقاح» السياسي «نحن الدولة ومن بعدنا.. الطوفان»!

حجم الخط
الصعوبات تتزايد أمام لبنان للحصول على قروض أو مساعدات وتهدّد العملة الوطنية بالمزيد من الانهيارات. فبعد العقبات المالية بامتناع الدولة للمرة الأولى في تاريخ لبنان عن دفع مستحقات، والقطاع المصرفي عن رد الأمانات الى أهلها، وتجاوز الاحتياطيات النقدية الخطوط الصفراء الى الخطوط الحمراء المهددة بالتجاوز بدعم يتبعثر على طريق النهب والتهريب، والعقبات الإدارية في تأخير إعادة الهيكلة والاصلاحات، ها هو الجدار الأخير للأطلال الباقية ينهار تحت ضربات متتالية نقلت تصنيف الدولة اللبنانية من «التعثر» و«الفشل» الى «الانهيار الاخلاقي» في إعطاء بعض أهل الحكم لأنفسهم أولوية التلقيح على الجهاز الطبي والتمريضي والمرضى والعجائز وكبار السن في فضيحة صعقت البنك الدولي المانح للقحات مهدّدا بوقفها عن دولة سجلها المالي والإداري حافل بالنهب والسلب والمخالفات والتجاوزات، أضيف إليها خلال أسبوع واحد عقبات اقتصادية ومالية عربية ودولية تمنع حصول لبنان على قروض أو مساعدات وتهدّد باستمرار المآسي والمحن نحو مصير مجهول وإلى أمد غير منظور.
ففي الدول الغربية ودول الخليج التي تعتبر أهم الجهات المانحة للمساعدات والقروض، انصراف الى مواجهة تداعيات الجائحة الوبائية في الداخل كان آخرها المعارضة النيابية في الكويت لفكرة اللجوء الى «الصندوق السيادي للأجيال المقبلة» لسد عجز الموازنة الجديدة بـ١٨٣ مليار دولار. وفي الولايات المتحدة تجاذبات سياسية بين الكونغرس والفدرالي (البنك المركزي) حول طرق معالجة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع المديونية المالية وأعباء الجائحة الوبائية. وعلى أبواب صندوق النقد الدولي ما يزيد عن ١٥٠ دولة «ناشئة» و«متقدمة» طالبة للقروض. وفي أوروبا انتفاضات شعبية جاهزة في وجه سياسات عاجزة عن وقف الانهيارات المالية والاجتماعية، وبما يضيق أكثر فأكثر فرص لبنان للحصول حتى على جرعات نقدية ببضع مليارات، فكيف بـالـ٢٠ مليار دولار التي خططت الحكومة للحصول عليها من الصناديق والمؤسسات الدولية والعربية؟ وكيف وقد وصلت مصداقية الدولة المالية الى القعر وسمعتها الأخلاقية والإنسانية الى ما تحت القعر على يد قادة وسياسيين خطفوا من عجائز وممرضات وممرضين وأطباء لقاحات علاج، وفي أثرة جامحة وأنانية طاغية أعادت الى الذاكرة عبارة فرانكو الشهيرة عندما كان يعاني لحظات حياته الأخيرة وسمع ضجيجا عاليا في الخارج، وعندما قالوا له: «انه الشعب جاء لوداعك»، أجاب: «والى أين الشعب مسافر»! وعبارة لويس الرابع عشر «L`état c`est moi أنا الدولة والدولة أنا» وعبارة مدام دو بومبادور عشيقة لويس الخامس عشر «من بعدي الطوفان Après moi le déluge». وكما حال ساسة لبنان: «نحن الدولة ومن بعدنا... الطوفان».