بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيلول 2022 12:00ص التفاح اللبناني بين مطرقة الغلاء وجشع التجار

حجم الخط
التفاح اللبناني الأحمر من أطيب والذ الفواكه اللبنانية على الإطلاق..وفي حين يحين موعد قطافه خلال عشرة أيام اي بين تشرين الأول والثاني وذلك قبل تساقط الثلوج عليه..ما زال المزارعون يعانون الامرّين من جشع التجار الذين يحاولون تقليص سعر صندوق التفاح ليصل إلى أقل من سعر الكلفة.. وهم يسألون الى متى سيظل الاجحاف بحق التفاح اللبناني والى متى ستستمر معاناة الاف العائلات اللبنانية التي طالما اعتمد الكثير منها على مداخيل بساتينها لتعليم الاولاد او حتى تأمين استمرارية الحياة خلال موسم الثلوج والصقيع في قرانا.
رسميا لم نسمع حتى الساعة مواكبة رسمية لهذا الموسم رغم اعلان وزير الزراعة سابقا ان التفاح اللبناني سيكون ضمن السلة الغذائية المعتمدة لدى الهيئات الدولية المانحة.
وقد جاء كلام الوزير لدى استقباله وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن وفداً من نواب عكار ضم النواب السادة وليد البعريني وجيمي جبور ورؤساء اتحادات بلديات ورؤساء بلديات، وتمت مناقشة الهموم الزراعية في منطقة عكار بشكل عام وموضوع تصريف انتاج التفاح الوطني.حيث وضع الحاج حسن الوفد بأجواء جميع تحركاته في هذا الملف، انطلاقاً من فتح اسواق جديدة،وكشف وزير الزراعة عن لقاء حصل أمس مع دولة رئيس مجلس الوزراء وكانت نتيجته مثمرة جداً بالنسبة لموضوع التفاح، حيث سيتم شراء كميات لصالح القوى الامنية والجيش اللبناني من قبل الحكومة اللبنانية عبر آلية يتم وضعها قريباً جداً.
وأشار الحاج حسن ان عدداً من الهيئات المانحة بصدد شراء كمية ضخمة من الانتاج اللبناني حيث سيتم اعتماد التفاح كمنتج اساسي داخل السلات الغذائية التي سيتم توزيعها باسم هذه الهيئات في البرامج التي تنفذها لدعم العائلات الاكثر فقراً. 
ومن جرود البترون من تنورين واللقلوق وعين الصليب جاءت صرخة المزارعين.هذه الصرخة عبّر عنها المواطن فادي مطر بالقول:يرتفع الصليب المقدس في ١٤ ايلول سنوياً، لتتبعه صلبان مزارعي التفاح، الذين يقعون بين مطرقة رياح التشارين الآتية وسندان ابتزاز تجار التفاح والخوف على ضياع تعب عام كامل من التقليم والحراثة، والري والتسميد والرش والقطاف.
التكرار لم يعلمنا فهو مخصص لتعليم غيرنا، ولكن لا بد من التفكير بالوقائع التالية:
١- لم نتعلم حتى الآن، لا فردياً ولا جماعياً، ولا على مستوى بلدة او أكثر، ولا على مستوى تعاونية او تعاونيات او اتحاد مزارعين، ولا على مستوى وزارات وإدارات معنية (زراعة، خارجية، اقتصاد)، ان الافكار المفيدة يجب ان تتبلور في وقتها وهي بدورها تحتاج لوقت.
اليوم هو وقت القطاف وتنفيذ القرار بالتسفير او بالتبريد، وليس وقت التفكير بالخيارات وبأسواق التصريف التي كان يجب ان تكون محددة اقله قبل ستة اشهر، خاصة ان انتاج التفاح اللبناني معد للتصدير تقريبا بكامله، فتفاح اي منطقة كالجبة او تنورين او العاقورة او قرطبا او المنيطرة او ميروبا او بسكنتا وصولا الى عين داره وجبل طورا في جزين، يكفي الانتاج المحلي ويزيد.
٢- كانت مناطق لبنان الجبلية مميزة بتفاحها، ولكن الآن دخلت الى الاسواق العالمية بمجال التفاح مناطق كثيرة، من تركيا الى الصين، تتميز بسهولة الوسائل الزراعية وحيث هناك رقابة اكثر والتزام بالمواصفات اكثر لناحية نوعية الأسمدة والمبيدات المستعملة.
٣- علينا ان ندرك ان تفاحة الاكل والخل والعصائر والمربّى قد خفّت جاذبيتها الاقتصادية، وبالتالي علينا التفكير بتطويرها صناعياً في مضمار كماليات المائدة على شكل تشيبس او كحوليات تفاحية من نوع البراندي او الكونياك او الليكور او غيرها، التي يمكن ان تجذب اثماناً اعلى، خاصة ان الخمور والكحوليات اللبنانية قد استحوذت على جاذبية جيدة في الاسواق العالمية.
٤- من الحقائق التي قدمتها التجربة ان شجرة التفاح بثمارها شجرة جميلة، وهي كما كل الجميلات تتميز بالدلع والدلال، وبالتالي تتطلب عناية مستمرة، وإن تعرضت سنة واحدة لقلة اهتمام او اهمال، ولو كانت قيمة الناتج الثمري غير مغرية، لإنتهى عمرها بشكل تام. 
وتكاد التفاحة تكون عقوقة مقارنة مع غيرها من الاشجار المثمرة، ذات المنتوج القيّم، كالزيتون او الكرز او الكرمة أوالجوز أو الكستناء، التي إن اهملت، تبهدلت، دون ان تنتهي حياتها، و تعود لتزهو من جديد عند اية عناية مقبلة بها.
٥- الاقتصاد الزراعي يتطلب سلسلة قيمة متكاملة وليس مجرد حلقات متفرقة ومبعثرة وعفوية على مستوى فردي، وهو اقتصاد واعد في المدى المنظور، خاصة بعد صفعة الحرب الاوكرانية على مستوى العالم.اين انتم يا نواب كسروان .
ومن جرود كسروان علت صرخة المزارعين واصحاب البساتين .وقالت مي خليل : اتعلمون ان مزارعي التفاح يبيعون الصندوق بـ دولار وكلفته هي ١٠ دولار، اعالي كسروان تمطر دمعا على ثمرة هي كانت لقمة عيش لعائلات وعائلات اعالي كسروان تطالبكم يا نواب كسروان باهتمام وبمتابعة لهذه المؤامرة على اشجارها وتفاحها ومزارعيها. 
اين الاهتمام؟.أأنتم توافقون على سعر ٢٠ كيلو تفاح بدولار. 
وكيلو الملح بـ ٢٠ الف وكيلو البطاطا بـ ٢٥، اين انتم يا نواب كسروان انتم لستم ملح كسروان لانه اذا فسد الملح فبماذا نملح، انتم لم تعودوا زهرة ثمرة التفاح. لانكم تركتموها تتبخر في رياح مؤامرة انتم منها وفيها، اين وعودكم. هنا في الجبال الناس تبكي على تعبها والتعب يبكي على خيانتكم له.
أين العقود للتسويق. أين المعامل لخمر التفاح وللخل التي وعدتم فيها،أين المؤتمرات لكيفية بيع التفاح، انظروا الى الاشجار كيف تسقط منها الثمار، متلوثة بالتراب، انظروا الى الناس يا من خدعتم الناس. 
انتخبناكم، بغباء. 
الطبيعة،الاشجار والثمار ونحن لن نسامحكم. لا بد من غضب الطبيعة عليكم. من ان يؤثر عليكم يوما. لانكم لا تهابون من غضب الناس. فعواصف الطبيعة. ابدا مخيفة احذروها.