بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الثاني 2020 06:24ص الوزير بعد الرئيس: بعد «جهنم» الإصلاحات أو.. الموت!

حجم الخط
أهمية تصريح وزير المال غازي وزني أن تأجيل الإصلاحات الأساسية «قد يعني نهاية لبنان» وان اتباع سياسة البطء «قد تعني الموت للشعب اللبناني الذي بات نصفه فقيرا و٤٠% منه عاطلا عن العمل وأن فيروس كورونا وانفجار المرفأ سدّدا الضربة القاضية للحكومة»... انه يصدر عن وزير في يده كشف حساب بالموجود والمطلوب وبالأرقام وبالليرة وبالدولار، وخلافا لباقي التصريحات العمومية التي تصدر عن طبقة سياسية بعضها يتجاهل ويعرف وبعضها الآخر يجهل ولا يعرف.

لكن السؤال: هل تنتهي الدول ومع نهايتها تموت شعوبها؟ وكيف؟ ومتى؟

من البديهي أن الوزير الخبير لا يقصد أن الأمر يحصل بإعلان رسمي على طريقة محاكم الإفلاس ولا بـ «ورقة نعوة» على طريقة ملصقات «حفاري القبور ودفن الموتى»... وإنما بما هو أقسى وأشدّ مرارة على طريق الآلام والعذاب وبالفقر والجوع والبطالة على الصورة التدريجية لما يعاني منه شعب لبنان اليوم تحت غلاء الأسعار ونير الاحتكار وجنون الدولار، وانهيار مستويات الصحة والتعليم والسكن والغذاء وباقي مكوّنات المعيشة وأسباب العيش وصولا الى إنهيار بنيان العائلة ومقومات المجتمع.

وأما كيف؟ فالمثل الصارخ الدول التي قد تصاب بأمراض اقتصادية أو سياسية تحوّلها من الازدهار الى الانهيار كما هو حال دولة «سريلانكا» التي عرفها العرب في غابر الأزمان بإسم «بلاد سرنديب» في عز أحوالها الاقتصادية والمعيشية قبل أن تسير الى انهيار بعد ازدهار أشاد به الإمام محمد بن ادريس الشافعي في احدى قصائده عن ذلك البلد الذي كانت جباله عامرة باللؤلؤ والذهب كما في هذه الأبيات:

«أمطري لؤلؤا جبال سرنديب (سريلانكا) وفيضي آبار تكرور تبرا (ذهب)

أنا إن عشت (فيها) لست أعدم قوتا وإذا مت (فيها) لست أعدم قبرا

همتي (إذا عشت فيها) همّة الملوك ونفسي نفس حر ترى المذلة كفرا» .

دليلاً على..

ثروات اللآليء والذهب في بلاد اشتهر يوما كما في وصف شاعر، برغد المعيشة وسهولة العيش وحتى راحة الموت، قبل أن ينهار اقتصاده الى دخل فردي سنوي أقل بـ١٢٠% من دخل الفرد في لبنان قبل محنة لبنان الأخيرة، وبات دخل الفرد في لبنان أقل بـ٢٥% من دخل الفرد في سريلانكا قبل محنة لبنان الأخيرة!

إلى أين؟

 في بلد يقول وزير ماليته انه إذا لم يصلح أحواله، قد يذهب الى نهايته وشعبه قد يسير الى الموت، ويقول رئيس جمهوريته اننا جميعا ذاهبون الى... جهنم!!