بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 نيسان 2021 12:01ص تهريب المخدرات.. زراعة لبنان يكفيها ما فيها!

حجم الخط
لم يكن من المتوقع ان قطاع الزراعة في لبنان إضافة الى ما يعانيه من إهمال وكساد، سوف يتعرّض لضربة تلوّث سمعته العربية والدولية في عملية تهريب بصناديق اختلطت فيه المخدرات بالخضار والحلويات بالرمان من معابر تسيّب وفلتان الى الخليج وسلوفاكيا واليونان.

فقد كان يكفي هذا القطاع من المشاكل ضآلة الدعم وقلّة المؤازرة وترك الباب على مصراعيه لمنافسات ودفق منتجات زراعية أجنبية، كان آخرها منتجات زراعة إسرائيلية تشق طريقها الى الأسواق العربية. كما كان يكفيه الى جانب محدودية قيمة إنتاج لا تزيد عن ١٣٠ مليون دولار عمليات تهريب أصابت سمعته الاقتصادية في الصميم وتهدد بتسريح وتشريد عشرات آلاف الموظفين والعمال وعشرات مؤسسات التصدير والتوضيب والتبريد ورش المبيدات والنقل وتخليص المعاملات بالإقفال أو الإفلاس.

وكان يكفيه أيضا من المشاكل صعوبات المسافات البعيدة وأكلاف المرور العالية عبر سوريا والأردن الى أسواق الخليج في حين لا تحتاج المنتجات الإسرائيلية بسكك الحديد المستجدة الى أكثر من ٨ ساعات للوصول الى هذه الأسواق بما لديها من دعم حكوماتها بارشادات وتقنيات، ومن مصارفها بتسهيلات وتسليفات، بالمقارنة مع مؤسسات منتجات زراعية لبنانية محرومة حتى من الحصول على أموال ودائعها من مصارف توقفت عن أي تسهيلات وتسليفات، وبمياه أنهار تتلوث وينابيع وعيون تجف، ومخاطر من ترتيبات تسيير عربية واتفاقات Gafta وEmma وEfta أجنبية تحوّلت الى منافسة في مواسم غير ملائمة وسياسة إغراق مبرمجة ضد انتاج زراعي وطني لا يحظى من ميزانية حكومته «الوطنية» بأكثر من 0,36% من إجمالي النفقات ومن المصارف بأكثر من ٣% من التسليفات وبما حد من مساهمة هذا القطاع الحيوي والأساسي في أمن لبنان الغذائي الى أقل من 3,5% من إجمالي الناتج المحلي.

فأين لبنان الحقول والكروم في وطن حلم به جبران خليل جبران لشعب يأكل مما يزرع ويشرب مما يعصر ويلبس مما ينسج، من لبنان السياسيين الذين وصفهم جبران بـ «رؤوس لا عداد لها من أغراض ومنافع في عقدة سياسية ومشكلة دولية تتقاذفها الليالي في طوائف وأحزاب ومحاضرات ومناقشات في شرائع وبنود على أوراق عقود وعهود»؟. وأين وطن الحراثة والفلاحة والبساتين والحدائق لشعب خاطب جبران حكامه بالقول: «لبنانكم كذب وراء ذكاء مستعار وحيلة الثعلب عندما يلتقي الضبع والضبع عندما يجتمع بالذئب. أما لبناني فهو الفلاحون الذين يحوّلون الوعر الى حقول وقطوف، والآباء الذين يربون أنصاب التوت، والأمهات اللواتي يغزلن الحرير، والرجال الذين يحصدون الزرع، والزوجات اللواتي يجمعن الاغمار... ان أنصبة الزيتون التي يغرسها القروي في سفح لبنان لأبقى من جميع أعمالكم ومآتيكم، والمحراث الخشبي الذي تجرّه العجول في منعطفات لبنان لأشرف وأنبل من كل أمانيكم ومطامحكم، وأغنية تنشدها جامعة البقول بين هضباته ووديانه لأطول عمرا من ثرثرات تصاريحكم وخطاباتكم»!