بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آذار 2021 07:00ص دولار طليق.. ودائع رهينة وشعب أسير!

حجم الخط
على طريقة درجة الحرارة في الطب، تراجع سعر صرف الليرة ١٠٠% دليل خطر. فكيف والمريض مديون حتى قمة رأسه بـ١٧٠ مليار دولار (الدين العام + الفجوة النقدية المصرفية)، ومصاب خلال عام واحد بهبوط الناتج ٢٦% وارتفاع التضخم ٨٥% وأسعار المعيشة ٤٠٠% عاجز عن شراء دواء أو غذاء ووسط كوارث بيئية وجوائح وبائية تضعف بنيته وتنهك اقتصاده نحو مزيد من المرض والفقر والجوع. 

فإلى متى؟

دولار حر طليق وشعب أسير ودائعه رهينة وليرته في غرفة الانعاش. الفقر مقيم والعتمة على الباب والانتاج كساد والوباء يفتك بالعباد.

الصيحات الشعبية والعمالية تملأ الفضاء، والأسواق تفرغ من سلع المعيشة وما توافر منها ١٥% منه مدعوم بطرق انحرفت أو من مداخيل جفّت وأجور ضمرت.

الدواء يختفي من الصيدليات، والمستشفيات تشكو من قلّة التجهيزات، فيما الأطباء والممرضات والممرضون يحضّرون قسائم الهجرة على أبواب السفارات.

آلاف المعلمين يهددون بوقف التعليم والطلاب مهددون بالأميّة، ومئات آلاف العمال بالفقر والجوع والبطالة. البنى الاقتصادية تنهار وتجرف معها القيم المدنية والحضارية.

أمة بأسرها برجالها ونسائها وشعب بكامله بقدّه وقديده ودولة بكل مقوماتها ومؤسساتها ومجالسها وقوانينها وشرائعها في خطر داهم وويل قادم، رهينة مكنونات عجيبة في تركيبة سياسية رهيبة تسمّي نفسها نظاما وجمهورية ودولة ورئاسات ووزارات ونوابا ومحافظات وأقضية وأقاليم ومحاكم ونيابات في مسميات بألقاب «وجاهات» تلبس ثوب مؤسسات ومجالس وهيئات بأرقام «مميزة» على هواتف ولوحات.

وبعد الانهيار المدوي لليرة والجنون المروع للدولار، أكثر من سؤال ومن قائد جيش: وبعدين؟ ولوين رايحين؟ وأكثر من جواب: نزاعات أهلية في فوضى تستدرج التدخلات والوصايات، أو ثورة عارمة مجهولة الاحتمالات والتداعيات...