بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 شباط 2021 07:01ص صدمة تقرير MORGAN STANLEY بإخراج لبنان من سوق المال العالمية!

حجم الخط
تقرير Morgan and Stanly الذي يخرج من الأسواق المالية الدولة اللبنانية الممتنعة عن دفع التزاماتها الخارجية والمحلية، ويخفض تصنيفها  الى أدنى من درجة دول الأسواق الناشئة Emerging Markets جاء بشكل صدمة أضيفت الى أزمات متلاحقة من نزيف الاحتياطيات، والعجز في الموازنة وفي ميزان المدفوعات وتصاعد المديونية العامة والعوارض التضخمية وتداعيات الجائحة الوبائية بما لا يمكن علاجه على يد «منظومة» سياسية مانعة لأي اصلاحات دونها لا قروض ولا مساعدات. وحتى المبادرة الفرنسية ستنتهي إذا سلكت، بتسوية مع المنظومة نفسها قد تحد ولا تمنع  استمرار الانهيارات والتداعيات، ضمن «قنبلة موقوتة» لا يمكن لأي حكومة أو أي وزارة مال أو وزارة اقتصاد أو أي مصرف مركزي تجنّبها،  بدءا  من  موازنة  ٢٠٢١ بـ٩ مليارات دولار نفقات و٩ مليارات دولار واردات انتزعت منها ٦٠% الرواتب والأجور والملحقات والتعويضات نسبة ٦٠%  و٢٢% فوائد الدين العام و١٠% عجز الكهرباء، في مجموع  مثلث يستنزف ٩٢% من مجموع  الواردات.

وهذا إذا وقفت الأمور عند هذا الحد وانطبق حساب الحقل الذي لم ينطبق يوما على حساب البيدر في موازنات لبنان على مدى نصف قرن. فالواردات المقدرة في ميزانية هذا العام وقياسا على العام ٢٠٢٠ من حيث الحاصل والتحصيل، ستتعرض بسبب الأزمات المتلاحقة لانخفاض لا يقل عن ٢٥% إذا أضيفت الى الـ٩٢% فواتير الرواتب والأجور والفوائد والكهرباء لبلغت النسبة  ١١٧% في رقم شبه عاقر شحيح الانتاج بجهاز وظيفي متضخم وعبء دين عام منتفخ وعجز كهرباء متعاظم لا يمكن  مواجهته بنفقات رمزية في شبه رفع عتب بـ٤٨٨ مليون دولار لن تساهم لا في تكبير حجم الاقتصاد ولا في مشاريع توفر  فرص عمل لناتج  مستمر  في الانخفاض من ٥٥ مليار دولار الى ١٨ مليار دولار حتى قبل موازنة هذا العام بعجزها البالغ ٤ مليارات دولار تستنزف ٢٢%  من ناتج أغلبه منهوب أو مهدور وبقاياه لا تسمن أو تغني عن فقر وجوع، وسط شح التحويلات وتوقف الودائع والتسليفات والاستثمارات والغاء مئات المشاريع  واغلاق عشرات آلاف المؤسسات بما يزيد في البطالة، ويستنزف ما تبقى من مهارات القوى العاملة وفي غياب التعليم والتدريب لخلق مهارات جديدة وحديثة بما يشل القدرة على منافسة دول وكيانات مجاورة أو معادية تحل مكان وطن أبوابه شبه مقفلة على التصدير ومفتوحة على التهريب لدولة بلغت في «مستوى» الفساد الدرجة  ١٤ بين ١٨ دولة عربية و١٤٩ بين ١٨٠ دولة عالمية.

وأمام هذا الوضع..

 هل يمكن بمجرد تأليف حكومة تعجز عن اصلاحات دونها لا قروض ولا مساعدات، مواجهة عجوزات مالية وتضخمات نقدية وكوارث اجتماعية ووبائية  وأمنية  وتهديدات خارجية، تمهيد طريق  سالكة محاطة بأسلاك شائكة  لمبادرة  فرنسية وسط  صراعات أقليمية ودولية تحد من الرهان على وصول لبنان شاطيء أمان، الا ربما   بمعجزة ربانية مثل سفينة نوح أو على غرار السفينة التي تمناها الشاعر المبدع الراحل غابي حداد  في رجاء  للسيد المسيح عليه السلام  بهذه الأبيات:

صباح الخير يا راعي العوافي   أنا متلك أنا بحب السفينة
أنت مشيت فوق البحر حافي       وأنا بالبر صار بدي سفينة
واصفا حالة لبنان  قبل ٤٥ سنة من حرب الـ١٧ عاما وكأنها  اليوم:
بلادي إلي ومانا إلي بلادي
يا حسرتي  ويا حسرة ولادي 
هني وأنا عصافير وكيف بدنا     نطير والدرب كل الدرب صيادي