لقاء اتحاد النقابات السياحية اليوم، يأتي في وقت يمرُّ القطاع السياحي في حالة شبه احتضار. ففي لائحة Young & Ernst عن الاشغال الفندقي في ١٤ مدينة عربية خلال الأربعة شهور من هذا العام حلّت بيروت في المرتبة الأخيرة بين المدن العربية.
وحسب احصاءات وزارة السياحة اللبنانية بلغ عدد السياح الى لبنان خلال الربع الأول من هذا العام أقل من ١٩٥٠٠٠ سائح مقابل أكثر من ٣٠٥٠٠٠ سائح في الربع الأول من عام ٢٠١٦. ما يدل على انه لا يكفي كي تنشط السياحة أن يكون سعر صرف العملة الوطنية متدنيا مقابل العملات الأجنبية، بل هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية منها: قوة البنية التحتية ومستوى الخدمات والوضع الأمني الذي لا يمكن فصله عن الوضع الاقليمي. والدليل انه ما ان اضطرب الأمن على سبيل المثال في تونس وليببا، حتى تحوّل السياح الأوروبيون من الشمال الافريقي الى اسبانيا والبرتغال، رغم ان هذين البلدين غير مرتبطتين بالسياحة الى مناطق أخرى مجاورة. وذلك عكس حالة لبنان الذي هو على الخارطة السياحية جزء من رحلات الى مجمل المنطقة، حيث كثيرا ما يتوجه السائح غالبا الى سوريا والأردن وفلسطين المحتلة ومنها الى لبنان، والعكس.
وبالتالي فان من ضرورات التخطيط السياحي أمام ما نشهده الآن من اضطرابات في الجوار اللبناني، تنشيط عوامل الجذب السياحي الى لبنان بصورة منفصلة عن هذه العوامل عبر التركيز على المزايا الذاتية الخاصة بلبنان أو ما يسمى Comparative Advantage وهي المزايا نفسها المعتمدة في صادرات السلع الوطنية بالمقارنة عن مزايا صادرات أجنبية منافسة في المنطقة. والا بقيت السياحة اللبنانية رهينة التطورات في المناطق المجاورة للبنان عربية كانت مثل سوريا والأردن أو مشرقية مثل قبرص وتركيا والى حد ما اليونان.
نسبة % للإشغال الفندقي
خلال الـ٤ أشهر من ٢٠٢٠
ابو ظبي٦٩
الدوحة ٦٠
الكويت٥٨
الرياض ٥٦
راس الخيمة ٥٣
دبي ٥١
مكة٥١
القاهرة ٤٩
مسقط ٤٣
المدينة ٤٢
جدة٤١
عمان ٣٩
المنامة ٣٦
بيروت١٧
وفي تقرير Ernst & Young أن نسبة الاشغال الفندقي في بيروت بلغت ١٧% خلال الـ٤ أشهر من هذا العام يقابلها نسبة اشغال بـ٧٤% خلال الفترة نفسها من العام ٢٠١٩ وفي التقرير أيضا أن تدهور هذا الاشغال أدّى الى انخفاض أجرة وعائدات الغرفة في فنادق بيروت ذات الـ٤ والـ٥ نجوم، والى هبوط أجرة الغرفة في تلك الفترة الى ١٣٠ دولارا مقابل ١٩٣ دولارا خلال الفترة نفسها من العام ٢٠١٩. وصنف التقرير أجرة الغرفة خلال الـ٤ أشهر من هذا العام في فنادق الـ٤ و٥ نجوم في بيروت (١٣٠ دولارا) أعلى من أجرة الغرفة في مسقط (١٢٦ دولارا) والمدينة المنورة (١١٦ دولارا) وبلغت عائدات الغرفة في بيروت (٢٢ دولارا) مقابل عائدات أعلى للغرفة في المنامة (٤٩ دولارا) والمدينة المنورة (٤٩ دولارا). يشار الى ان جنسية السياح الى لبنان خلال الربع الأول من هذا العام ٣٩% من أوروبا والبلاد العربية مقابل 16,3% الولايات المتحدة و٨% آسيا و4,4% أفريقيا.