بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2021 09:00ص مشروع إحياء مرفأ بيروت طائر الفينيق يبعث من جديد

حجم الخط
كل الآمال أن لا يكون مصير المشروع الألماني لإعادة إحياء مرفأ بيروت، مصير المشروع الألماني لإحياء كهرباء لبنان والذي مات قبل أن يولد وحلّت مكانه بواخر تستنزف ما في الخزينة ولا تؤمّن ما يكفي من كهرباء. لا سيما أن إحياء المرفأ وفق معايير عالمية حديثة اقتصادية وبيئية وصحية، حسب ما ورد في مواصفات المشروع وباستثمار ١٠ الى ١٥ مليار دولار قد تصل الى ٣٠ مليار دولار بعد ٢٠ عاما، من شأنه ليس فقط إعادة لبنان وعاصمته إلى خريطة التجارة العالمية، كما في نص المشروع، وإنما أيضا مواجهة منافسة مرافئ أخرى ازداد دورها في المنطقة منذ حرب الـ ١٥عاما في لبنان مثل مرافئ دبي وقبرص وتركيا واليونان وصولا الى الدور المستجد لمرفأ حيفا والذي حذّر من مخاطره على مرفأ بيروت وعلى تجارة لبنان الاقليمية والدولية الأب لوبريه (المشرف على بعثة «إيرفد» في عهد الرئيس فؤاد شهاب) في مخاطبته اللبنانيين قبل حوالي ٦٠ عاما بأنه «إذا لم تصلحوا أحوالكم وتعرفوا كيف تديرون شؤونكم فسوف يتوقف الآخرون عن استعمال خدماتكم ويتجهون الى خدمات سواكم» حتى انه في حديثه عن دور مرفأ بيروت، ذكر تحديدا مرفأ حيفا بالاسم محذرا بأنه قد «يحل محل مرفأ بيروت ويخسر لبنان عندها أساس اقتصاده ودوره الوسيط بين الشرق والغرب»، منذ أن كان مرفأ بيروت - الأقرب بين مرافئ حوض شرق المتوسط الى القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا - المعبر الاقتصادي الأمثل - حتى خلال الحرب - لمواد البناء والانشاء وسلع الاستهلاك الى بلدان الخليج، وينحسر هذا الدور باستمرار أمام مشاريع التطوير القائمة في مرافئ أخرى في المنطقة، منها مشروع خصخصة مرافئ حيفا وأشدود وإيلات في إسرائيل ودعوة الشركات العالمية الى المشاركة خلال ستة أشهر بعملية «نقل الملكية العامة للمرافئ الى مشترٍ استراتيجي» كما جاء في نص مشروع القانون الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية في كانون الثاني هذا العام.

المشروع الألماني

يذكر ان المشروع الالماني لإعادة إحياء مرفأ بيروت يتضمن مخططا توجيهيا للمرفأ والمناطق المحيطة به يبدأ بمساحة مليون و٣٠٠ ألف متر مربع مع إمكانية استعمال مكب النفايات الموجود شرق المرفأ واستثمار قسم من أراضي المرفأ غير المثمرة لتحوّل الى مناطق سكنية وعقارية مصممة بشكل بيئي حديث على نموذج «المباني الخضراء». كما سينشأ طريق سريع بين القسم الذي سيتم بناؤه والمباني التي تضررت بالانفجار، بحيث تقوم منطقة عقارية كبيرة تملكها الدولة (بعائدات سنوية للخزينة قدرت بـ2,5 مليار دولار وبـ٥٠ ألف فرصة عمل جديدة)، وإنشاء Terminals لاستقبال البواخر والسفن الكبيرة، وسكك حديد تربط المرفأ بقاعا وشمالا وشبكة مواصلات بين المدن الداخلية. كما لو انها شرايين الحياة تعود الى القلب أو طائر فينيق يبعث من جديد.