بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 نيسان 2021 08:59ص مصائب شعب في كهرباء فوائد قوم في مولدات!

حجم الخط
كل التطورات في ملف الكهرباء تسير لصالح أصحاب المولدات سواء لجهة ارتفاع معدل التقنين، أم احتمال رفع الدعم أو الارتفاع المتواصل في كلفة الانتاج بالطاقة الشمسية بما سيؤدي الى توقف الاتجاه الى هذا البديل الذي كان قد بدأ بالتوسع في بعض القرى والمناطق، في بلد تشرق فيه الشمس ٣٠٠ يوم في السنة على مدى ٨ الى ٩ ساعات يوميا. ومع ذلك لم يتجاوز حجم انتاج لبنان بالطاقة المتجددة من الشمس والرياح الى أكثر من ٤٠٦ ميغاوات، منها ١٨٠ ميغاوات بالطاقة الشمسية في ١٢ مشروع (بمعدل ٣ مشاريع في كل محافظة) بقدرة تصل الى ١٥ ميغاوات لكل مشروع، إضافة الى ٢٢٦ ميغاوات في ٣ مشاريع كهرومائية كلها في عكار.

والآن مع ارتفاع أكلاف بناء نظام طاقة شمسية للاستخدام المنزلي بـ22Kw الى ما بين ٢٥٠٠٠ و٣٠٠٠٠ دولار حسب تقديرات البنك الدولي مقابل كلفة لا تتعدى الـ٨٤٠٠ دولار لمولد كهربائي بطاقة 35Kva، يتراجع الاقبال على انتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية الذي لا تستخدم حتى الآن في المنازل بأكثر من نسبة ١٣% مقابل ٣٣% في القطاع الصناعي و٢٠% في القطاع التجاري و١٣% في القطاع الزراعي، منها بقروض تشجيعية من مصرف لبنان لمدة ١٤ سنة، ٤ سنوات منها بفائدة ميسرة 1,7% ما يسمح للمستثمر استرداد النفقات في فترة زمنية تقل عن ١٠ سنوات.

ومع تزايد أولويات دعم السلع الأساسية والضرورية في ظل أزمة السيولة وصعوبة ضخ أموال إضافية جديدة بالليرة تجنّبا للمزيد من التضخم ووصول احتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية الى الخط الأحمر، يتوقع أن تتوقف مشاريع انتاج الكهرباء من مختلف المصادر البديلة مثل الشمس والرياح والمياه، لا سيما مع الارتفاع المتواصل في كلفة هذه المشاريع وفاتورة استهلاكها على المواطن الذي لن يتمكن في حال رفع الدعم، من تحمّل فاتورة الدولة، ولا فاتورة الطاقة الشمسية التي ارتفعت أكلافها مع ارتفاع سعر الدولار، ولا فاتورة المولدات التي سترتفع بالمقابل مع زيادة التقنين، ما سيؤدي الى حرمان نحو ٥٥% من الشعب ممن هم عند خط الفقر، من كهرباء الدولة والمولدات ومن كل أشكال الطاقة البديلة من الشمس والهواء والماء، لا سيما مع الانهيار المتواصل في القوة الشرائية بالليرة لمداخيل غالبية الشعب، فكيف بمن هم في خانة البطالة دون أي مداخيل؟!

وبما قد يعيد نمط الحياة كما كان في قرى لبنان وحتى في جزء كبير من العاصمة والضواحي في ماضي الأزمان، عندما كانت القناديل ذات الضوء الشحيح وسيلة الانارة، وهذا إذا توافرت مع ارتفاع أسعار الكاز الذي كان المصدر الوحيد للطاقة، مقابل الحطب والفحم والعشب التي كانت المصادر الوحيدة للحرارة في مشهد لا تخلو منه حتى الآن بعض القرى النائية في العالم، وحتى في زمن ليس ببعيد في بعض البلدان المتقدمة. ففي العام ١٩١٧ عندما سأل أحد الصحافيين الأجانب زعيم الثورة الروسية فلاديمير لينين: ما هو الهدف الأول للثورة؟، جاء جواب لينين مختصرا في كلمتين: «كهربة روسيا»!

وبمقابل روسيا التي بعد أقل من نصف قرن أرسلت إنسانا الى الفضاء، ما زال إنسان لبنان في القرن الواحد والعشرين يعاني من نقص الكهرباء!