بيروت - لبنان

9 تموز 2020 12:02ص مطالب أطباء الأسنان.. صرخة وجع

خلال اعلان اضراب اطباء الاسنان في طرابلس خلال اعلان اضراب اطباء الاسنان في طرابلس
حجم الخط
وداوني بالتي كانت هي الداء « أفضل ما يصلح هذا المثل لصيحة أطباء الأسنان في لبنان. والدواء هو المادة الخام مثل البنج والسيراميك والحشوات وأدوات الجراحة وادوات علاج العصب وأدوات علاج شلل الاطفال التي يستخدمونها في العلاج والتي يطلبون مساواتها بباقي الادوية التي يدعمها مصرف لبنان بسعر دولار منخفض شمل حتى الآن ٣٠٠ مادة معيشية وضرورية. وأما الداء فهو في أن العطل الذي يصيب الأسنان يساهم في أمراض عدة منها  في القلب والسكري والمفاصل، وهذه كلها وسواها يدعم مصرف لبنان أدويتها، فبالأحرى، ان يشمل الدعم أدوية وعلاجات مسبباتها في أمراض الاسنان. وعلى طريقة «داوني بالتي كانت هي الداء»، ومطالب أطباء الأسنان في هذه العلاقة السببية على حق. وأما التخوف في ان بعض هذه الأدوية المدعومة بسعر دولار منخفض قد يجد طريقه الى خارج لبنان فهو أيضا على حق، ما جعل أطباء الأسنان يعطون البديل وهو دعم كل طبيب أسنان بحوالي ٥٠٠  دولار  بسعر منخفض بدلا من الدولار الذي يحصلون عليه بما يتراوح أحيانا بين ٩٠٠٠ و١٠٠٠٠ ليرة، لنصل هنا الى «بيت القصيد» وهو انه مع هذا الطلب الاضافي  باتت  مطالب الدعم بالدولار تتوسع باستمرار من قبل سائر قطاعات الاقتصاد من صحية وصناعية وزراعية وسياحية وصولا الى المتطلبات الكهربائية من فيول ومازوت  وسواها من المواد الأساسية والمعيشية التي هي خارج سلة الدعم الذي سيكون كما   أعلن حاكم  مصرف لبنان أمس  أنه سيكون  من الاحتياطيات الأجنبية، وليس فقط من آليات  الحوالات الخارجية، بما يؤدي الى نزيف دولاري يزداد حدة مع الارتفاع المتواصل في فاتورة أسعار المواد الأساسية، لا سيما مع اشتداد أزمة الكورونا وتأثيرها على معدلات الانتاج العالمية. 

وأمس شهدت بيروت مؤتمراً جامعاً بدعوة من رابطة أطباء الأسنان في البقاع حضره إلى جانب أطباء بيروت روابط صيدا والنبطية وصور والشمال.

من طرابلس: نكون أو لا نكون

نفذ أطباء الأسنان في الشمال اضراباً تحذيرياً أقفلوا خلاله عياداتهم لحين الاستجابة لمطاليبهم من قبل الدولة والتي تتمثل بدعم المستلزمات الطبية كما سائر القطاعات بأن تأتي على أساس تسعيرة  مخفضة للدولار وان لم يكن ذلك فان الاقفال التام سيغدو مصير أكثر من ألف طبيب شمالاً.

وأمام مركز النقابة في منطقة البحصاص أكدت نقيبة الأطباء الدكتورة رولى ديب خلف: «لم يعد مقبولاً أن يصبح علاج أمراض الفم والأسنان والذي هو حق طبيعي لكل مواطن، أن يصبح حلماً بالنسبة لغالبية الأفراد والعائلات اللبنانية، قطاعنا مهمل ومهمش كونه لا يعطى الأهمية كسائر القطاعات الصحية بالرغم من أهميته، تمكنا عبر السنوات الطويلة من تخطي كل الأزمات ومنها الحروب وصمدنا وجعلنا من لبنان منارة علمية ومقصداً للمقيمين فيه والزائرين حتى من الدول الأوروبية وألأميركية والعربية، والذين يأتون خصيصاً لتلقي العلاجات الطبية بسبب تفوقها ، اليوم الوضع مختلف كون الأزمة أصعب والوجع أكبر ، نحن اليوم أوضاعنا لا تحتمل في ظل عدم توافر المواد الطبية مما سيفتح الباب أمام تهريب المواد التي لا تحمل معايير الجودة وبالتالي تعرض صحة المريض لانعكاسات كبيرة وخطيرة، وهذا ما لن نقبل به، والا فاننا سنلجأ الى اقفال عياداتنا».

وتابعت: «أكثر من 1000 طبيب يعتاشون من وراء هذا القطاع مما يعني كارثة حقيقية تنتظرنا».

من جهتها الدكتورة مايا الغريب قالت لـ«اللواء»: «قطاع طب الأسنان كما كل القطاعات يعاني جراء التفلت الحاصل في سعر الدولار، كل موادنا الطبية مستوردة من الخارج ودفع قيمتها بسعر الدولار في السوق السوداء غير صحيح ولا يخدمنا بتاتاً، ليس هذا فحسب وانما أرباحهم أيضاً يأخونها وفق السعر المرتفع، مما يعني رفع أسعارنا لتغطية الكلفة وازاء هذا الواقع المريض لا يمكنه تحمل الكلفة مما يعني اقفال عياداتنا ان لم يكن هناك دعم للمستلزمات الطبية التي نحتاجها في عملنا».

وكان الحراك الشعبي في طرابلس شارك أطباء الأسنان وقفتهم لـ«اللواء» قالوا: «وجعنا واحد، ولن نترك الأطباء في محنتهم ونحن الى جانبهم لحين تحقيق المطالب، الثورة لم تهدأ ونحن في الشارع ونحن نؤكد أن الشعب برمته سينزل الى الشارع لاحقاً بعد ازدياد نسبة البطالة وارتفاع الأسعار».