بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 أيار 2019 12:46ص موسم الحر الباكر والحرائق يهدّدان قفران النحل في جبيل

نحل جبيل يواجه مخاطر الحر والحرائق نحل جبيل يواجه مخاطر الحر والحرائق
حجم الخط
مع ارتفاع حرارة الجو، واشتداد الحر باكراً هذا العام، رفع نحّالو قطاع تربية النحل الصوت عاليا لمناشدة المعنيين، خوفا من اندلاع الحرائق في موسم الحر والصيف، كما في أواخر فصل الصيف حين تعلو روائح المشاحر لصناعة الفحم بعد الاستفحال في قطع الاشجار، حيث إنّه في كل سنة تأتي النيران من حرائق الحر ومن المشاحر، على كمية كبيرة من أحراش قضاء جبيل، وتقضي على أشجار السنديان والقندول وعدد من قفران النحل في المناطق الوسطى، بينها فغال وهابيل وحبوب وفدار ومناطق الجوار.

هذا ورفع نحالو قضاء جبيل الصرخة خوفا على مراعيهم ومواسم الصعتر والقصعين التي يتربى عليها النحل الجبيلي في المناطق الوسطى والساحلية، والتي تتعرّض للانتهاك من قِبل تجّار هذه النباتات وجشعهم وطمعهم في غذاء النحل، ما يقطع باب رزق النحّالين، ويعرّض قفرانهم للموت نتيجة نقص الغذاء.

وناشد نحّالو قطاع جبيل الجهات المعنية من بلديات إلى وزارة الزراعة وضع الضوابط اللازمة لهذا القطاع، شأنه شأن القطاعات الزراعية الأخرى، مطالبين بضرورة الحفاظ على الثروة الحرجية لحماية التوازن البيئي الطبيعي من جهة، والحفاظ على قفران وقطاع النحل من جهة أخرى .

وقد تشاور مربو النحل في جبيل مع مخاتير القضاء، الذين نقلوا هواجس النحّالين إلى قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، التي تجاوبت مع المطالب المحقة للنحّالين، ووعدتهم بنقل صوتهم الى المراجع المختصة، وبالفعل أرسلت كتاباً بهذا الخصوص الى محافظ جبل لبنان تشرح فيه تفاصيل وأبعاد هذه المشكلة بغية اتخاذ الاجراءات اللازمة.

كما ناشد نحالو جبيل وزير الزراعة الدكتور حسن اللقيس، الوقوف إلى جانبهم، وإيلاء هذا القطاع لفتة محقة عبر تأمين أدوية النحل، وتقديم الدعم لهذا القطاع الزراعي، الذي ينقرض تدريجيا في جبيل نتيجة الاهمال المتمادي من الجهات الرسمية.

كما يعاني النحّالون في قضاء جبيل من المجازر البيئية التي تحصل خلال قطف محاصيل الزعتر والقصعين والقويسة بطريقة عشوائية، حيث تُعتبر هذه المحاصيل الطعام الأساسي للنحل، أضف الى ذلك مشكلة نقل المناحل من خارج قضاء جبيل ووضعها في أراض جبيلية من دون اذن مسبق وفي بعض الأحيان من دون علم أصحاب الأرض مع ما تحمله من أمراض وزيادة المضاربات في هذا القطاع. معاناة النحّالين لا تنتهي مع هذا الحد، إنّما في نقل الخلايا والحفاظ على النحل داخل القفران لانه وبحسب النحالين عندما يموت النحل  تفنى الكائنات بعد 4 سنوات، حيث إنّ النحل مسؤول عن 90% من التلقيح .

وفي حين يتخطّى إنتاج النحل في لبنان حدود الألف طن، يشكل قضاء جبيل نسبة لا بأس بها من الانتاج المحلي، ويصنّف الانتاج الجبيلي بين افضل الانواع من حيث القيمة الغذائية والطبية، كما يساهم في تأمين معيشة مئات العائلات الجبيلية. وفي حين تشكّل تربية النحل مهنة تقليدية، شهد القضاء تناقصا لأعداد القفران ومربي النحل خلال السنوات الاخيرة بسبب التغيّر المناخي، الذي أثّر سلبا على القفران وزاد الامراض ما أدى في كثير من الاحيان الى اختفاء النحل او تعرّضه للشلل او حتى تعرض القفران للتعفن نتيجة العشوائية المتبعة في أساليب تربية النحل  وما يعزّزها من حدود مفتوحة يسهل عبور الأوبئة من خلالها، وغياب خطط الإنتاج والإرشاد الصحيح .

ويرى النحّالون أنّ هذه الظواهر ليست إلا مرسالاً من الطبيعة  لتذكير الانسان بالخلل الحاصل في التوازن البيئي، وقالوا بأنّه إذا ما اختفى النحل من على وجه الأرض، فلن يبقى للبشرية أكثر من أربع سنوات قبل فنائها.. فبدون نحل لا يكون تلقيح، وبدون تلقيح لا يكون نبات، وبدون نبات لا يكون حيوان ولا إنسان.. كما شدّد نحّالو جبيل على ضرورة تطوير صناعة شمع العسل لما لهذه الصناعة من اهمية على الصعيدين الجمالي والصحي وعلى الجهاز التنفسي ومناعة الجسم والتئام الأنسجة.