تشهد سماء مكة المكرمة فجر غد الخميس 23 كانون الأول/ ديسمبر، تعامد القمر الأحدب المتناقص على الكعبة المشرفة، وهو التعامد الثالث والأخير خلال هذا العام 2021.
فقد أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبو زاهرة لـ"العربية.نت" أنّ ظاهرة التعامد ستحدث عندما يبلغ ميل القمر عرض مكة المكرمة، ويكون في لحظة توسطه على خط زوالها عند الساعة 03:23 صباحًا (12:23 صباحًا بتوقيت غرينتش) قبل ساعتين و11 دقيقة من أذان الفجر في المسجد الحرام".
أضاف: "القمر في ذلك الوقت سيكون على ارتفاع 89.54 درجة وقرصه مضاء بنور الشمس بنسبة 87% والزاوية التي تفصله عن الشمس (الاستطالة) 137 درجة، ويبعد مسافة 398,794 كيلومترًا".
كما أكد أبو زاهرة أنّ ظاهرة التعامد توضح دقة الحسابات لحركة الأجرام السماوية ومنها القمر، والتي تجعل تحديد موقعه في غاية الدقة، إضافة لذلك يمكن بهذه الظاهرة تحديد اتجاه القبلة.
تحديد القبلة
فقد أكد أنّ طريقة استخدام هذه الظاهرة في تحديد القبلة تتم من خلال قيام الشخص بالاتجاه للقمر وجعله أمام ناظره تمامًا لحظة التعامد، حينها سيكون متجهًا للقبلة بالضبط، وهذه التجربة تصلح لأيّ منطقة في العالم يشاهد فيها القمر في تلك اللحظة، لكنها غير مفيدة للمناطق القريبة، مثل مدينة جدة وكل المناطق التي يقل بعدها عن درجة واحدة من مكة المكرمة.
وللحصول على نتائج علمية دقيقة يفضل استخدام أحد الأجهزة الدقيقة مثل "الثيودوليت" الذي يستخدم في قياس الزوايا الصغيرة في الأفق، ولقياس مسافات سمت الراس ولقياس الزاوية التي تتكون من تقاطع سطع عمودي ثابت وسطح عمودي يمر في أحد الأجسام السماوية.
جدير بالذكر أنّ ميل القمر أثناء حركته الشهرية حول الأرض متغيرة ضمن 5± درجات عن دائرة البروج، لذا يحدث تعامد القمر على الكعبة في أوقات معينة، ويتم تحديد ذلك بدقة تصل إلى ±0.5 درجة، وإن كانت قليلة الحدوث مقارنة مع عدد دورات القمر البالغة 12 دورة في السنة حول الأرض.
المصدر: العربيّة.نت _ نادية الفواز