نثرَ الصباحُ رحيقَهُ فتجسَّدَ
في وجنتيكِ تألقاً وتورُّدا
فتلعثمَ الضوءُ الذي لمَّا رأى
ذاك البريقَ من الجبين توقَّدَ
واستأذنَ النارنجُ عطركِ سائلاً
كيف السبيلُ لكي يكونَ مخلَّدا
وقفاً لسيدة الأريجِ مطوَّباً
يجثو على عتباتها متأبِّدا
والريحُ شاءت أن تداعبَ شعرها
كالشمس شعَّ مضوِّءاً ومقلِّدا
حتى البلابلَ والحساسين التي
إن غرَّدت فاقت حلا من غرَّدَ
لمَّا ترنَّمَ صوتها في أيكها
صمتت وأطربها النشيد مع الصدى
يا رب يسحرني القوام أخالهُ
غصناً جميلاً مزهراً متأوَّدا
بالطيب والألق الجميل مزيَّناً
بالطهر والخلق العظيم معمَّدا
قولي بربك يا نجوم وأكِّدي
من ذا يضيء وهل يضيء مؤكَّدا
من كان يمشي والضياء يلفُّهُ
وسط الظلام تراه عينك فرقدا
يسبي العيونَ تألقاً وتفرُّدا
وهو الذي في الخلق يبقى أوحدا
أم نجمة لولا الظلام لما بدت
حتماً وقد تغدو ظلاماً أسودَ ....
د.مصطفى عبد الفتاح