بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آذار 2019 04:18م "أحمد الزين": ابن البلد الماردُ المتسلّط!

حجم الخط
 تكاد تلتقط أنفاسَك عندما تشاهده على الشاشةِ الصغيرة. حنينُ الماضي الذهبي، يسكبه أمامك ممثلٌ من الطراز الرفيع. يختار ادوارَه بتأنٍ، مجنونٌ بحبّ البلد، لا يغلبه الّا الله، نصيرٌ للفقراء وصوتٌ للمقاومين ضدّ الظلم. هو  جوكر لكل الأدوار التمثيلية.

"أحمد الزين" ابن شحور شرقيّ صور،  حفر في الصّخر حتى حُفِر اسمُه في ذاكرة الناس ووجدانهم.

"أبو حسن" ،اللقبُ الاحبّ على قلبه، عيناه ثاقبتان، تفهم اوتوماتيكيًا ما يريدُ قوله بمجرد تحريكه تعابيرَ وجهه...

 ماردٌ متسلّط ٌ على المشاهد وتسلُطُه من النوع الحميد.

اداؤه انعكاسةٌ لرحلةٍ تلفزيونيةٍ ومسرحية وسينمائية واذاعية طويلة وشائكة. 

ابن البلد الذي لم يقدّم تنازلات على حساب مسلّماته، بدأ مسيرته التمثيلية مع "ابو عبد البيروتي" الذي نصحه بتعلُّم القراءة والكتابة لانه يمتلك موهبةً منقطعةَ النظير.

انطلق من المسرح واسس فرقة، وتابع في تلفزيون لبنان حيث كانت شاشتُه بيضاء وسوداء، رافقها  الى أن زهّرت وتلوّنت، عبر عشرات المسلسلات، وصار رفيق البطل مع "محمود سعيد" و"إحسان صادق"، الى ان مثل مع الراحل "شوشو" وبقي معه حتى رحيل الأخير.

ابو المراجل، ابو الزوز  شخصيات اشتهر بها "الزين"، وخصوصاً "ابن البلد" البرنامج الاذاعي الذي قدّمه عبر أثير صوت لبنان العربي فتحوّل اسمُ البرنامج الى لقبٍ لازمه طوال حياته. " ابن البلد جاء كموقفٍ سياسيّ وإنسانيّ من الجنوبي الذي وُلد في بيروت"، هكذا يقول.

في مسلسل "الغالبون" كان الجنوبيّ "أبو حسين" الأب والرجل المقاوم والوفيّ للوطن والمقاومة،  و"فاتح الحاج "القاتل وسارق اراضي الفقراء  في مسلسل " عندما يبكي التراب" ، بينما في مسلسل "ما فيي" ملخّص جدلية الماضي والحاضر والثأر الذي تحكمه العلاقات العاطفية والعائلية،  نراه البيك الذي يتمحور حوله الممثلون ، الرجل المتسلّط والظالم بكل ما أوتيَ من مهارات، هو اللغزُ الأكبر حتى بعد رحيله، كيف لا ،وهو نقطةُ البدء وكلمة الختام. 

 أفلامٌ مسرحيات برامج اذاعية ومسلسلات تلفزيونية لاتُحصى أنجزها في لبنان، و ثلاثةٌ وثلاثون مسلسلاً في سوريا التي احتضنته لمدة عشرِ سنوات. 

"أحمد الزين" المستمر في التمثيل ومشاركة الجيل الجديد بخمرة خبرته، مزج بين القاموس الشعبي والعمق، زرع البسمة بخفة ظلّ ورغم أضواء الشهرة ما زال ينبض بطيبة أهالي القرى.