أخيراً سأعود إليك يا جميلتي يا حبيبة القلوب
سأعود إليك لتشرق شمس حياتي من جديد بعد الغروب
سأعود إليك لتذهب عن نفسي عذابات الكروب
كم أقاسي وأعاني في وطني من شدّة الخطوب
ونحن لم نخطىء بحق الوطن ولسنا بذي ذنوب
بل المسؤولون هم الأعداء محبة للكراسي وملء الجيوب
جمال لبنان انتقص منه الكثير وفاحت منه العيوب
من كل الجهات من الشرق والشمال والغرب والجنوب
حزناً بكيت عليه وألماً ندبته بعد كثرة الندوب
أما أنت أيتها الجميلة الجذابة دائماً الفاتنة اللعوب
أنت مدينة النور والجمال والبهاء والعيش الطروب(1)
باريس أنت الأنثى التي تؤنس أنت المطلوب
أنت الخمائل التي تترنّم على أغصانك الطيور دون عزوب(2)
أنت الأم الحنون والرأفة والصدق بلا ريوب(3)
أنت الجمال الفتان عطاء من الخالق سبحانه موهوب
أنت الحرية والأخاء والعدالة والإنصاف دون شغوب(4)
أنت الجمال والدلال والوجه الباسم الخالي من القطوب
لطالما أحببتك وأخذت هويتك محبة وفخراً بهذا الكسوب
باريس يا حبيبتي لن أتركك أبداً خوفاً من اللغوب(5)
باريس أحبك ورئيسك وشعبك لأنك غيث سكوب(6)
باريس أحبك وأحب جمالك وعن هواك لا أتوب
لكن وطني هو الأحب لأني في هواه وهواؤه أذوب
1) الطروب: الكثير الفرح
2) عزوب: غياب
3) الريوب: الشك
4) الشغوب: الذي يثير الجدل
5) اللغوب: الاعياء
6) السكوب: العطاء السخي