قد كنت بالأمس في جبل من جبال لبنان
يتمتع بالخضرة والجمال وهو من صنع الرحمن
يقصده اللبنانيون من كل الطوائف والسكان
يصطافون فيه يتعايشون وهو لروعته جنة كل إنسان
أحبّ بلده وانتسب إليه بكل فخر وعنفوان
وجاء وقت العودة إلى مدينتي بيروت الحبيبة
وطلبت لأول مرة أن أرى موقع الفاجعة ولفتني الآلام الرهيبة
الله أكبر يا لهول ما رأيت من دمار
حطّم كسّر دمّر أطاح بكل عمارة أو ديار
خفت حقدت كرهت كل مسؤول عن هذا الانهيار
من هوذا المجرم الدنيء السافل الذي أدّى إلى هذا الاستهتار
مهما علا شأنه ومهما كان منصبه لن يتركه رب قهّار
ذهول أصابني وأنا أعود بالذاكرة ليوم الانفجار
مرّت عليّ حروب لبنان وإسرائيل وتموز الغدّار
ولكن لا والله لم أحس بحياتي بجزع مثل ذلك النهار
حطام وهياكل أبنية وثلث بيروت أطاح بها مجرم لعين
يقولون لي غيّري نوّعي كفّي عن وجع لبنان
في جعبتي الكثير عن ابنتي وأهلي ولكن بيروت تملؤنا بالأحزان
بالرغم من قساوة ما رأيته من هول هزّ كياني
وبعد أن مررت بشوارع مدينتي الذي زاد أشجاني
أعدك وللمرة الألف إننا لن نتركك يا وطني
لا أنا ولا شبابك من جميع فئاتك يا حبي وحناني
سننهض بك بإذن واحد أحد على مرّ الزمان
وسنعيدك يا ست الدنيا فرحة الزائر والسكان
فبجمالك تغنّى الشعراء على مرِّ العصور والأزمان
بیروت أنت عزّتي وفرحي ولبنان أنت بكل فخر موطني
لذلك أدعو الرحمن وأقول حسبي الله ونعم الوكيل
يا من طغى وتجبّر وتقاسم أجمل الأوطان