بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 أيار 2019 01:01ص أصداء رمادية صوت

حجم الخط
يأتي الصوت مخترقاً أكداس الزمن كرمح أسطوري مخاتل، تظنه غاب فيوخز بحضوره.

يحاول إبقاء النار راكدة في رماد مزمن، وتولد ريح شمالية مولودة من رحم قرّ العمر تبعثره... ولا رماد.

أرواح منها تآلف... ومنها ما تخالف.

ويبقى التآلف تلك الأحجية المستعصية على أي حل وسط المكابح غير المرئية التي تفصل بين النفس والجسد.

من قال ان الأصوات تفنى؟!..

ما بين الأزل والأبد يتكوّن السرمد بألف لون، ويتحوّل الكائن في لحظة إلى حرباء نشطة لا تعرف علي أي فند تقف.

ما بين الصوت والصورة صلة، صلة مبتورة بنصل لا يجرح إلا الشغاف، وتمضي الأيام في اجترارها الذي يُؤكّد ما قالته غادة السمان ذات يوم بأننا «نموت كل يوم قليلاً».

هذا إذا لم نمت كثيراً..

النشيج صوت..

القهقهة صوت..

الاذان صوت..

ما يجمع بينها هو اللون والمؤدى..

صدى حميم

بين الفينة والفينة تلحّ الذاكرة على ذاتها فتلد من جديد صوراً واضحة وإن بهتت.

كما لو ان الأمر في ما يراه النائم... لقاء في منزل سعيد طه من خلال أنشطة لقاء الجمعة الثقافي..

وجوه رحلت... لكنها ما زالت راسخة في وجدان من عرفها..

ها هي ليلى عسيران بطلتها ومقعدها لا تغيّره..

وفي المقابل جبلان لغويان هما عفيف دمشقية وأحمد حاطوم وإلى جانبهما فوزي عطوي بوجهه الصبوح وشعراء وكتّاب ورسامين... باقة جميلة متنوّعة...

ويعلو الجدل خلال مناقشة كتاب لا ينهي آثاره إلا أوتار عود سحر طه وهي تشدو بـ «فوق النخل» وتحضر بغداد إلى محلة الظريف في بيروت..

كما قلت وجوه رحلت لكنها ما زالت في وجدان من عايشها وعرفها..

أصداء... أصداء...

وأصوات لا تزال راسخة في السمع..

ووجوه ما زالت مرتسمة في الذاكرة.