بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2019 12:05ص أعمال العراقية ليلى كبة كعوش.. قيمة الأشكال والمفردة البصرية

حجم الخط
ترتقي  التراثيات في لوحات الفنانة «ليلى كبة كعوش»  Leila kubba)) من حيث قيمة الأشكال والمفردة البصرية التي تغزلها وفق جملة من الخصائص التشكيلية المشتركة مع جمال مدينة الأهوار في العراق الذي يبلغ كماله في لوحاتها ذات النكهة الشاعرية المشتقة من تدرجات الألوان وعبقها الفني المضمخ ببلاغة الإرتقاء الفني ذي الحبك البصري،  وتشكيلاته المنسجمة مع طبيعة ايقاعات الالوان ذات العتبات الباردة والحارة، القادرة على بث التناغم الاحاسيس الوجدانية المضطرمة بقيمة الرموز التراثية منها المشحوف وغيرها من الأشكال التي تشحنها بموضوعات ذات رؤية عراقية منها الخاص والعام . ان ضمن  الرؤية التشكيلية بنظمها المؤتلفة تلقائيا مع الخطوط والزخرفات ومحوريتها النسبية المتكاملة مع التوازنات بين الخطوط والالوان،  والفراغات اللامتناهية المطعمة انثويا باختلاطات الفصول وتوهجها الذي يكشف عن فعل ريشة مرنة ذواقة تطوي الاشكال وفق المكنون المتقد حسيا،  وصبوة الجمال في المشهد المفتوح على منطقة الاهوار خاصة . 
تسترسل ريشة الفنانة «  ليلى كبه كعوش « بجمالية اتساقية الرؤى،  وبملامح ذات تأويلات طبيعية رمزية خصبة الالوان، بمجازية تتنامى من خلالها التحليلات التي يستسيغها الحس الفني،  ويمكنه من  استكشاف التأثيرات وبعدها التقني الممزوج بالمفاهيم البصرية واسسها المفتوحة سيميائيا على خصائص المكان،  وجوهر تفاصيله الشاعرية التي تستخرجها ليلى بديناميكية ذات جوانب بصرية متعددة،  وبتأطير لمنطقة ترمز للخصوبة والجمال،  وتستند على فعالية الفروقات في تدرجات الالوان  وقيمة الضوء او الفواتح من الالوان النهارية واشراقاتها الدافئة في بث الحميمية النابعة من التفاصيل الدقيقة في الاحجام والاشكال،  والمتناقضات ذات النهج المساهم في القاء مسحة من المفاهيم المختلفة في كل لوحة استثمرت دلالاتها.  لتكون المكان المفتوح بصريا على تاريخية ما ترسمه من رموز ومعاني  ما هي الا قواعد بناء اللوحة ذوقيا وتحليليا ، ولا يسع المتلقي الى تأمل رشاقة نغماتها الفنية بتؤدة ، وباستكشاف لمستويات الضوء والظل التي تفجر من خلالهما قوة التباين بسمو تعبيري شاعري تخترق به جمالية الامكنة وطبيعتها في لوحات عميقة عراقيا ذات افتتان بالوهج الحدائقي لايقاعات الماء في جنات عدن او سومر لحكايا جلجامش ولاساطير ومقدسات  هي في لوحات ليلى طبيعة ذات جمالية تضفي على البصر الهيبة والوقار . 
تواشيح تشكيلية ايقاعية  ذات سنفونيات بصرية يستشعر من خلالها الرائي ما لذ وطاب من تفاصيل طبيعية هي موائد الألوان التي تنبض بفن تغزله ليلى كعوش بافتتان انثوي ذات صفاء  اثيري يستسيغه الحس الذي يترقرق مع الالوان والزخرفة  والرؤيا المجازيا للمعاني ذات الرموز العراقية الخاصة في اغلب اللوحات بمنطقة الاهوار او بالحكايا العراقية واوصافها الايحائية التي تجمع بين الرمز والطبيعة والانطباعات التي تضاعف من متعة التذوق وحيويته المتخيلة وبقريحة تلهب البصر وتضع المتلقي أمام لوحة مفتوحة على عدة قراءات فنية كفصيدة ايقاعية تتحول الى اغنية او معزوفة اوركسترالية تتناغم معها احاسيس الالوان الحارة وتدرجاتها وتلاوينها التي تتخذ من المساحة مسرحا مفتوحا على الابعاد الثنائية المتوحدة العناصر ذات التكوينات المتلاحمة مع التقاسيم والخطوط والزخرفات والتراثيات الرمزية والتناسق الفني المؤثر والمؤازر للغة الإمتزاج الخصب في الالوان التشكيلية ومعانيها الطاغية الحضور والمتكاملة مع الطبيعية وحيويتها في مناطق هي جنوب العراق او الأهوار الغنية بتحولات مائية سابحة معها المشاعر والجمال الخلاق المتغاوي في لوحات الفنانة ليلى كبة كعوش . 
التحام لوني مع رمزيات الطبيعة الغنية في لوحات تشحن النفس وتقود الحس نحو الانصهار الجمالي المتجنس ايقاعيا مع الخط والظل والضوء واللون الحار والبارد والتوزيع النسبي البصري  وصدى كل حركة لريشة ذات حضور انثوي يبحر بنا جماليا  الى سكونية المكان حيث الارتواء الشاعري ولذائذ تشكيلاته الفنية بصيغه النسيجية اي ضمن الالوان المتلاحمة مع بعضها والقادرة على ترجمة قدسية الاماكن التي تضعها في تاريخ لوحة تشكيلية عراقية هي مجد عراقي مشرّب بالقدسية المرصعة بسطوة جلجامش وسومر ووهج التعابير الاسطورية المكللة بالمدلول الطبيعي لعالم الأهوار وتضاريسه وطبيعته . فهل تكشف ليلى كعوش عن ايقاعات الطبيعة اللامتناهية وطبيعة شعب يحب الجمال؟ 



ص