بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الأول 2017 12:04ص أعمال الفنان إبراهيم أبو الرُّب قوة التحدّيات على الانسان الفلسطيني

حجم الخط
تكسر لوحات الفنان  «ابراهيم ابو الرُّب» (Ibrahim Abu Rob)العزلة الحسية المعاصرة، المفروضة من خلال القوى الاستعمارية في لوحة تنبثق منها الالوان برموز وايحاءات تشير الى مقاومة الاحتلال والاستبداد بالتمسك، والثبات عبر  خطوط عامودية ومائلة،  لتظهر جوهرية المعاني المختزنة من مختلف الغناصر الفنية،  ومؤشراتها الحيوية في صياغة الصراعات المشتركة.  الهادفة الى اظهار الحركة في خطوط مواجهة للبصر،  وبنبرات لونية ذات توصيف فسيولوجي  يعكس القوى المتضافرة التي تخضع لدلالات يشحنها الفنان «ابراهيم ابو الرُّب»  بدوافع وطنية تميل الى تحديات يكشف من خلالها عن قيمة تقنية في ابراز جمالية المكونات، وبموضوعية تتماسك فيها الخطوط،  وبحبكة تثير عدة نغمات جمالية تنهض بالمؤثرات السينوغرافية التي تسيطرعلى الاتجاهات برشاقة وديناميكة.  لتتوالف الالوان مع المعاني المؤكدة على قوة التحديات المفروضة على الانسان الفلسطيني،  ورؤيته المنصهرة مع الذات للوقوف بشكل واضح على ديناميكية الصراع،  ومقاومة الشر الناتج عنه.  وادراك قيمة الاشكال ورمزبتها في اللوحة.
عاطفة لونية تندمج مع قوة الخطوط التي ترمز الى العنف وانعكاسات الصراع الفلسطيني ان جاز التعبير.  لترتسم الافكار بين الخطوط المختلفة بكافة مقاييسها، وتمثل المكان او الانسان كجغرافية تشكيلية تختصر الوجود الفلسطيني، وتضعه على خارطة الفن ضمن الابعاد البصرية وملونات المراحل المتباينة، بما! فيها التورية التي تنم عن استدراك ذاكرة المكان المحبوك مع العناصر الفنية او الفراغات او حتى الاوجاع  المكبوتة، والملتفة على الاشكال ومضمونها المنسكب على لوحات تؤدي دراما او ملحمة الحرب الفلسطينية من خلف اسوارها التي جعلته يحصر الاشكال ضمن بوتقة متماسكة تؤدي الى التفكر بحتمية النهاية او الوصول الى الحقوق بفن ما هو الا ابتكارات رؤية بصرية ذات هدف نضالي،  بتجليات تعبيرية ممزوجة بسريالية ورمزية تتجانس مع القضية التي يبرزها الفنان «ابراهيم ابو الرُّب»  على مساحة مفتوحة رغم تأطيرها بالالوان التي تفصح عن قوة الدماء التي تسرد الوقائع الاحتلالية بتدرجات ترمز كل منها الى الزمن الذي لا يفارق المكان،  وكأن الزمان والمكان هو تاريخ لا يمكن نسيانه. لتؤرخ اللوحة الى صراع تسرده ريشة بعفوية الوعي الممسك بقضيته لا اراديا.  
حالة نفسية تجسدها الخطوط التي تتنفس من الالوان،  وتترجم الانفعالات وصدى الالم والاوجاع،  والشعب المنكوب او المفجوع بالصدامات التي تضع الريشة امام حالة ذهول تنقلها الى المتلقي.  لتحاوره بصريا عبر استكمال التفاصيل الغنية  بالاحاسيس الغاضبة من سمات تستحق البوح بالاسلوب المتمكن، والنهج الذي يعتمده الفنان «ابراهيم ابو الرُّب»  في لوحاته العارمة بسيول الصراع الدائر بين الداخل والخارج،  وبين العودة او تذوق الاوجاع والموت،  والدماء التي تسيل في تحقيق العودة او الحصول على كافة المساحة التي يتلاعب فيها «ابراهيم ابو الرُّب»  برمزية تدعو الى الحزن والتفكر او قراءة الصورة بصريا المصحوبة بجمالية الرسالة التشكيلية  وموضوعها القضية الفلسطينية. 
يضخ «ابراهيم ابو الرُّب»   الدماء في لوحاته لتتألف الحواس مع الابعاد الفراغية، الفاصلة بين اتجاهات تمثل ازمنة في بعض منها،  فالملحمية الحسية التي تستبطن تشكيليا قوة الصراع الفلسطيني  ومساراته الفنية  التي تتصل،  وتنفصل ضمن الكتل اللونية او النغمات البارزة،  كفواصل لها وجودها الخاص في اعماله المنسجمة مع هندسة الشكل الذي ينسجه  برشاقة تتناسب مع رؤية الصراع او الاحداث الدامية.  لحروب لا تظهر منها الا عذابات انسانية يسعى من خلالها الى الوصول للارض. اذ دائما ما نجد في لوحات «ابراهيم ابو الرُّب» الفضاءات المتخيلة ترمز الى الجمع بين المكونات الحياتية برمتها او بالاحرى المكونات الرياضية فوق تحت اصغر اكبر طويل قصير وما الى ذلك.    
اعمال الفنان «ابراهيم ابو الرُّب» (Ibrahim Abu Rob) من مجموعة متحف فرحات(aim art Museum).