بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 آب 2018 12:59ص أعمال الفنان الأميركي فريد سبرات عمق العلاقة بين الحركة والضوء والالوان

حجم الخط
يستكشف الفنان الاميركي   «فريد سبرات» (F red Sprat) لغة اللون وقوامها الضوئي، وتأثيراتها على المادة التي تتضاءل وفق البعد الذي يتشكل بصريا من قطع فنية مجموعة في جدارية يمكن فصلها، وإن تلاحمت نسبيا رغم  تركيبها لسلس او المرن وفق نظرية العمل الفني الخالي من العيوب. ضمن فلسفة الضوء الفيزيائية التي تعتمد على التسطيح وقدرة الالوان على ابراز لغة الصفاء والانعكاس، وتأثيرات لمعان الالوان على التكرار او الايقاع او خلق نغمات بصرية الى مالانهاية. 
تغرق الوان الاكريليك على الالمنيوم وعلى مسطحات هي نوتات موسيقية تعيد الاتزان البصري لجدارية يتآلف معها تبعا للحركة واتساعها وللمساحة  التي يفتحها  «فريد سبرات» ويجعل منها مرايا ملونة تستقطب الضوء،  وفق الميزان الفني لحركة الضوء في فضاءات اللون،  وبتقارب على اسطح معدنية يمكنها توجيه الانعكاسات البصرية تبعا لتراصفها او تضادها او حتى ثنائيتها، وان كانت تبدو غير مفهومة. الا انها تجعلك تعيد النظر اليها الف مرة لتكتشف في كل مرة عدة اشكال ذهنية يترجمها البصر في اللاوعي الفني الذي ينبثق من تضاد التفاصيل في هذه الجدارية ومن تناسقها وتآلفها، وغرائبيتها نوعا ما . وان كانت هي عبارة عن حركة اللون على المسطح وميلانه الضوئي  في  حركة غير مياشرة على المتلقي، رغم بساطتها المستندة على معايير منتظمة وذات كفاءة في مفهوم اضواء السطوع في الجداريات والقدرة على ترويض المادة كالالمنيوم المساعد في منح الالوان الحيوية ضوئية ذات اسقاطات تشكيلية، كالفعل ورد الفعل او اللون واللون المعاكس، وكذلك بالنسبة للضوء وتأثير الحركة الانعكاسية في هذه الجدارية او فضاءات حركة الالوان الصافية. 
قطع لونية اكرليكية على مسطحات تشبه الشبكات التي تستقطب الضوء وتعيد توزيعه على المكان،  كأن «فريد سبرات» يلغي الزمان من خلال الضوء اللوني او ما يشبه (النيون) لكن بأسلوب يتبع وهج كل لون يستخدمه في الجدارية، كالرمادي الحيادي وسلبيته وتدرجاته من الفاتح الى الداكن وبالعكس. ومن خلال التقميش او تجميع اللون الواحد، السلس او ما يشبه الفضاء المتخيل على القطع المجموعة في جدارية تلف الحواس بانفراجاتها الضوئية وجماليتها الفنية. لما تحمله من معنى فني لنظرية اللوحة الخالية من الشوائب . فهل استطاع «فريد سبرات» من تشكيل ايقاعات حركية في فضاءات الضوء قبل اللون؟ ام انه حاول وضع الاسس الفيزيائية للتضاد الحسي على المادة او بالاحرى جعل المادة كالكائن الحي من خلال اللون والضوء والفضاءات التي تتسع مع الشكل او بالاحرى تبعا للمستطيلات اوللمربعات وسماكتها وغير ذلك. 
تتكون جدارية الفنان «فريد سبرات»  من عدة قطع فنية تنتقل من فكرة الوحداوية الى الثنائية،  فالتكتل الجمالي الخصب لمجموعة من الالوان او القطع او تأهيل تجاوز الضوء للالوان او الانتقال من الرمادي الحيادي والسلبي الى الازرق البارد، وتدرجاته الضوئية التي تمنحه التوهج مع الرمادي،  وكأنه يجمع السالب والموجب بصريا وفق تقنية مفاهيمية يلعب التشكيل دوراً اساسيا فيه،  والمقاييس النظم الايقاعية لكسر رتابة اللون او لكسر رتابة التكراراو النظم البصرية،  وربما في هذا اعادة احياء الفضاءات المتخيلة في امكنة مغلقة لانتزاع القيود من المكان،  والغاء فكرة الزمن من خلال الضوء وانعكاساته على الالوان الباردة والحيادية للخروج من الكلاسيكية، واظهار عمق العلاقة بين الحركة والضوء والالوان وانعكاسات ذلك على مفهوم تسطيح الشكل  او على وجهات نظر فنية يحررها من التقليدية ويتجه بها «فريد سبرات» نحو الفن المعاصر.  اعمال الفنان الاميركي  «فريد سبرات» (F red Sprat) من مجموعة متحف فرحات.
 

dohamol@hotmail.com