12 تشرين الثاني 2020 12:00ص أعمال الفنان السوري سمير الصفدي عمق الجمالية التعبيرية

من أعماله من أعماله
حجم الخط
يرسم الفنان السوري «سمير الصفدي» (Samir al Safadi) بعمق جمالي تعبيري من وراء الذاكرة المشوبة بالقلق، وبتمثيل درامي تخييلي بتفرد اختزالي لأحداث إنسانية مؤثرة متعددة المعاني منها المأساوي ومنها ما يمثل المواقف الحياتية المعاشة، والتي تتكرر في الحياة مظهراَ المؤثرات الفسيولوجية من خلال التعبيرات أو الحركة الظاهرة منها والمبطن، وبعبارات فنية مختلفة تهيمن كل منها على موضوع ما خاص باللوحة مع إضفاء الألوان الداكنه بنسب أكبر من الفواتح، وفق أولويات الحدث والتعبيرات الخاصة فيه، بتنوّع يثري من خلاله التجارب الإنسانية التي يرسمها بأشكال فنية مختلفة، لتوضيح الأفكار المبهمة، وضمن فلسفة تعبيرية تتمحور حول قوة الحدث، والتجربة الفنية التي تعكس التعبيرات بالمعنى الجمالي، وبنهج الحركة البصرية التي تشدّ من أزر الفكرة، وان بدت غامضة، إلا أنها تؤسّس لإنطلاقة الريشة التي تسعى الى تشكيل الحقائق المستمدة من الأحداث اليومية أو التاريخية التي تتكرر في حياة الإنسان، لتبرز العلاقات المتشابكة من خلال الأفعال والتصوّرات، والايحاءات والتعبيرات الأكثر دقة، والمؤثرة في النفس دون أن ينسى التلميح الى البيئة المحيطة بتجرد الفرد الإنسانية، والتي تنمو من خلال التفاعل مع الآخرين، وما يتولد عنها من انعكاسات بين السلبي والإيجابي أو بين الأضداد المحسوسة والملموسة أو تلك الغيبيات التي تجعل من إنسان سعيد أو إنسان حزين، مما يجعل من الفروقات في إعماله لغة فنية خاصة به، وميزة تعبيرية مرتبطة بالتجربة الإنسانية في معرفة الحياة. فهل الالتزام الفني التعبيري في ريشة الفنان «سمير الصفدي» تشهد على الشعور بالوجود الإنساني والتفاعل في الحياة من أجل البقاء؟

الفن والحياة والجماليات التعبيرية، وما تتضمنه الأشكال التي ترتكز على مقومات الحركة عند الإنسان تحديداً هي عناوين تتضمن الانسجام والتضاد في آن ومتناقضات الألوان للتأكيد على التجربة الإنسانية في الفن ذات العلاقة بالأشياء الفنية الصغيرة التي تثري العمل الفني من خلال التفاصيل الصغيرة التي تبرز المعاني، وتجعل منها نماذج أو فواصل تتجدد مع التوافق بين السلوكيات أو الأحرى التعبيرات المختلفة لكل إنسان لذلك نرى في الوجوه القوة الدرامية في تجسيد الأفعال البصرية، وفي الجسد منطق الحركة وانعكاساتها مع الألوان التي تترجم ردة الفعل المتوقعة عن ذلك خاصة بين المرأة والرجل، وبين الحدث والحدث المعاكس من فرح وحزن أو غير ذلك. فهل التعامل مع التعبيرات المختلفة لكل إنسان هي تقليص أو اختزال للمشاعر الإنسانية عامة؟ أم ان تكرار الحروب أو المآسي هي صفة إنسانية في الحياة؟

يؤكد الفنان «سمير الصفدي» على التجربة الإنسانية وعمقها في الحياة، وبجمالية التناقضات بين الألوان التي يجعل من فروقاتها تمثيلات جزئية تكتمل مع العناصر الأخرى، ومنها تلك الدرامية أو الحركية ذات الايحاءات المتنوعة بصريا أي بين القصير والطويل والرفيع والعريض بتناقضات رياضية لها معادلاتها وتأمّلاتها مما يزيد من قيمة التعبيرات التي من شأنها أن تعطي العاطفة دورها الوجداني والحسي في التأثر دون تبسيط أو توضيح وإنما باختصار الانفعالات الحسية من خلال الألوان ودورها في بناء الوعي وتشجيع المواقف الإنسانية التي تترجم قيمة العلاقات بالفن اجتماعيا وفنيا وبالتالي إنسانيا وباستقلالية الحدث الذي يمنحه دراما خاصة هي نتاج الأحداث اليومية والتاريخية التي شهدها العالم وما زال يشهدها وكأنها في تتابع درامي مستمر مع سوء التفاهم البشري المؤدّي الى المأساة بتراجيدية فنية تحليلية حركية تجعلنا نسأل هل ماهية الفن تنفي ما يفعله الفن إنسانياً؟..




dohamol@hotmail.com

أخبار ذات صلة