بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيار 2018 01:36م أعمال الفنان الفرنسي ادوارد بينيون قوة الاحجام في خلق النسب

حجم الخط

يستكشف الفنان الفرنسي «ادوارد بينيون» (Edouard Pignon) نقاط الشكل المساعدة في بنائه فنيا، وفق وجهات نظر متعددة منها الثابت والمتحرك تعبيراً عن قوة الاحجام في خلق النسب الذهبية ومتناقضاتها بين الظاهر والباطن. او عمق اللوحة وسطحها، وتأثير ذلك على تغيرات الالوان والاحساس بتحولات الشكل تبعا للملامح الفنية او الهندسية او الرياضية برمزيات مشبعة بالحس الانساني، وبالرغبة في الدخول الى الواقع الذي يعكسه بغرابة، وبتأطير سخي يعزز من خلاله الاثارة البصرية بالغموض التكعيبي وبتعرجات الضوء الحاد التكوين، والشاعري في جزء اخر منه بأسلوب تفرد به. اذ استند على استخراج نقاط الشكل الاساسي وتحريره بمنحه عدة ايحاءات تعتمد على تحليل الخطوط، واسلوب جمعها بتقنية ديناميكية ذات تكعيبية هي تجريد حقيقة الشكل والغوص في عمقه او جوهره، لابراز جماليته وتعدده الفني في لوحة لإنعكاس ضوئي وحّدته قوة التأثير على الانماط التشكيلية المولودة من تأثير ذلك.

تمثل النقاط الاساسية في اعمال الفنان «ادوار بينيون» الحبكة البصرية المتينة التي تعيد الشكل الى اصوله او واقعيته، وان عبر الفن التكعيبي، متمردا بينيون بذلك على المدارس الفنية. لانه يجرد الشكل من الزوائد او مما يكتسيه ويعيده تجريديا الى واقعه. اي الى النقطة التي انطلق منها، ليتكون وفق رؤية فنية تمثل القدرة على خلق فضاءات تخيلية او ايحاءات ذات مفاهيم جمالية تعتمد على المشهد الذاتي او الانطباعي العميق القابع في مخيلته، والذي استطاع ابرازه لونيا وضمن النقاط والخطوط والالوان والاشكال، والمتناقضات والهندسيات والانعكاسات، وكل ما من شأنه ان يضفي نوعا من المفهوم التشكيلي المعتمد على الفلسفة والتأطير اللوني او الوجودي او الحاسم في استخلاص الرؤية، وترجمتها على القماش حيث تستقر الاشكال وتتخذ استقلالية يتوق اليها «ادوارد بينيون» بعيداً عن التقليد والكلاسيكية، وبتمرد على خطوط المدارس الفنية الاخرى، وان التزم بالنسب الذهبية او بالمقاييس والمعايير التشكيلية التي توازن بين الجيد والسىء. ليتحدى بلوحاته النقاد، ولتكون كل لوحة هي برهان على مقدرته التشكيلية المتعددة المبنية على اهمية النقطة ومقدرتها في ترجمة الاشكال وقوتها. لفهم تطور احاسيس الالوان ضمن ابعاد الخطوط والنقاط، محققا بينيون بذلك صياغة تعمل على تطوير الخيال الفني لمواجهة تحديات الواقع الحياتي بالخيال الفني نفسه الذي يحسّن قدرات الذهن في تنشيط الحس الانساني ورغبته في فهم الحياة.

خطوط تكعيبية هي اقرب لخارطة فنية تهدف الى اظهار المسافات الفاصلة بين الاشياء او الاهداف التي يمكن تحديدها في لوحة تشكيلية، كانها خارطة لحروب تجابه المفاهيم الانسانية للجمال، ومقاومتها بتحديد النقاط وجمع الخطوط، والفصل بين الفراغات والالوان بالضوء الحاد الذي يؤثر على تدرجات الالوان وتغيراتها، وانعكاساتها حسيا، وان زاد اللون الاصفر او منح الامل في استكمال علامات الالوان الحارة والباردة حيث تبرز الدائرة والمثلث والمكعبات، والظل المرتكز على فهم مسارته داخل لوحات تعج بالاحساس الحياتي مستخدما الاشكال كرموز لطبيعة تكعيبية ينتهجها «ادوارد بينيون» كي يعزز قوة اللوحة وهيمنة الاسلوب على الواقعية الموحي لها تكعيبيا ضمن الالوان وتوهجها وخفوتها، كالمواقف الانسانية التي تميل الى السلبيات والايجابيات او المواقف المتذبذبة بين الضوء والعتمة او تلك التي تختار الظل للبقاء على الحياد، وهذه واحدة من اهم الاشارات التشكيلية في لوحة الفنان الفرنسي «ادوارد بينيون» والتزامه بالنقاط التي ينطلق منها في تكوين رؤيته التشكيلية التي يقمع بها المدارس الفنية، وينتفض عليها بحزم دون اي التزام بالواقع الذي يستبطنه في الاسلوب التكعيبي في هذه اللوحة.

لوحات الفنان «ادوارد بينيون» (Edouard Pignon) من اعمال متحف فرحات.