بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 كانون الأول 2020 12:00ص أعمال الفنان الفرنسي ويليام بوجيرو وحدة القوى الجمالية

من أعماله من أعماله
حجم الخط
تنتج لوحات الفنان الفرنسي «ويليام بوجيرو» (William Bougureau) الذي ولد في 30 نوفمبر عام 1825 الاحساس بالمتعة الجمالية لقيمة الألوان التعبيرية، القادرة على استفزاز الحواس بعيداً عن القوانين الفيزيائية أو الكيميائية، وباختزال يهدف إلى إثارة بصرية لوحدة القوة الجمالية في الجسد الأنثوي أو الأحرى ملائكية المرأة والاحساس بالوجود الاكتمالي معها، وإن ظهرت الكثير من الأعمال الأخرى التي تنتمي الى الواقع والأسطورة، والالتزام بأهمية القيم البصرية والتوازن بين الألوان والشكل، لخلق صياغة تشكيلية تهدف إلى إظهار النغمات والتراكيب في اللوحة التي تنطق بقوة جمالية يتحدّى بها مبادئ الرسم وقوانينه، والقدرة على الخروج عن مفهوم العمق من خلال الامتلاء البصري والاحساس باكتمال الجمال الفني، وإبراز قيمة الحركة الحسية بعيداً عن تناقضات الألوان التي يتلاعب بها بوجيرو لإظهار وحدة القيمة الجمالية، وضمن المعايير الخاصة التي تتميّز بها لوحاته بعيداً عن التقنية والقوانين الفنية التي تجمع بين القدرة على الاختزال، وخلق قاعدة تجمع بين الواقع والأسطورة، والمرأة والاحساس بالمرونة البصرية التي تكتسب من المعنى الفني القيمة الجمالية التي تتجلّى في الأنماط التي رسمها، ومتغيّرات الحركة التي تدفع الى إظهار مستويات الحركة بين الألوان والأشكال أو بين العمق والامتلاء. فهل القيمة الجمالية في أعمال بوجيرو هي في خصوصية المفاهيم الفنية والاعتماد على المعايير المثيرة للحس الجمالي؟ أم أن التوافق بين الواقع والأسطورة ترك لوحاته تشير إلى الجسد الانثوي وقوة الاحساس بالتعبير الحركي من خلال تعبيراتها؟ وهل الأسطورة في أعماله هي ضمن المفاهيم الدينية التي نشأ عليها؟

تتجانس الأشكال مع العديد من المفاهيم الفنية الأخرى في أعمال الفنان الفرنسي بوجيرو، كالفروقات بين تعابير الوجه والملابس والأثاث والمجوهرات، وأشياء أخرى تسمح باشتقاقات فنية اعتمد عليها، لخلق تعابير بصرية مؤثرة حسيا، وتضفي على اللوحة نوعا من الديناميكية، بازدواجية لإبراز الحقيقة الجمالية المرتبطة بالإنسان أولا وخصوصيته الجمالية التي تجمع الكثير من الخصائص العلمية: رياضيا، هندسيا، كيميائيا، فيزئيا، مما يولد الكثير من المشاعر الخاصة بقوة الوحدة الجمالية المرتبطة بالإنسان، وقوة خلقه والقدرة على الاحتفاظ بجمالية خاصة هي مثالية التناقض بين الداخل والخارج أو بين الامتلاء والشكل إن أردنا وضع رسوماته تحت المجهر الخاص بالفن. إذ حافظ بوجيرو على الحسي والمادي، وان ضمن أهمية الاحساس والتوافق بين الواقع والأسطورة بعيداً عن الابتذال، وضمن قوانين الجمال التي اعتمد عليها لاثبات حركية التعبيرات ضمن القيم البصرية والموازنة بينها فنيا . فهل قيم العمق وقيم التسطيح البصري تتساوى في أعماله؟ أم أن الحدس الفني هو الأقوى في أعماله بعيدا عن الموضوع في كل لوحة؟

ان قيم التداخل والتجاور وقيم الامتلاء والشكل تتوازن سواء كانت بين الكلي والخاص أو بين الكل والجزء، وبمكوّنات حدّدها حسيا وبصريا من خلال الوحدات الجمالية التي اعتمد عليها في مفاهيم غرزها كي لا تتعارض المفاهيم الجمالية مع الهندسية وان ضمن الجسد الانثوي بعيداً عن التعرّي وقدرته على خلق الاحساس بالوجود الجمالي لإدراك قيمة الخلق الإنساني وأبعاده، بشكل تتبلور معه قيم التداخل والتجاور، ضمن فضاءات خصصها للاندماج مع الوحدة الجمالية التي لا تتقاطع مع ما هو متخيّل أو حسي عند المتأمّل للوحاته، وبالتالي امتلاك القدرة على خلق الراحة البصرية وشمولية الحدث التصويري، وبمواجهة فنية بين قيم العمق وقيم التسطيح والعلاقة بين الأشكال والأبعاد، ضمن الحركة والاندماج مع فلسفة جمالية ترتبط بالواقع والأسطورة أي (الدين بين الحقيقة ومؤثرات التفاعل معه) لهذا نجد المرأة في رسوماته مكللة بجمالية خاصة هي أقرب للملائكية. فهل الجسد الانثوي في أعمال بوجيرو هو في وحدة القوة الجمالية فنيا؟


dohamol@hotmail.com