يلعب الفنان «علي غازي عبد العال» دورا مهما في احياء الوجود الفلسطيني عبر لوحاته التشكيلية، وبمختلف الاساليب وان شدد على التكعيب في بعض لوحاته. الا ان صياغته اللونية والحبك التشكيلي الموضوعي المعزز بمعنى الكفاح والتحرير من خلال الفن الذي يتضمن حكايا النضال والبقاء بعيدا عن الاحتلال وهموم الصراع، والاستمرار في تقليص اوجاع الشتات الفلسطيني من منظور فن العيش الفلسطيني واحياء الوجود الذي لا يموت بمحاولات فنية هي نظرة خاطفة على الماضي والحاضر لاستردد كل الغموض الذي يكتنف المستقبل للعودة الى جمالية الاماكن، واسترداد المنظر الطبيعي للحياة الفلسطينية التي يحلم بها «على عبد العال» ويحاول وضعها في لوحات تخلق تخيلات حول ما تم انتهاكه من حقوق الانسان الفلسطيني الذي رسمه وهو جالس تحت شجرة ينتظر قطيعه او امرأة دمجها بزوايا تكعيبية والوان تحمل عدة تعبيرات بتشابك تعبيري، وان حافظ على النكهة التكعيبية من خلال النقاط وتوازنها في التوزيع. لتكوين زوايا حادة مخفية هي تعبير عن وجع كل فلسطيني، وعن اوجاعه الذاتية التي يرسمها وفق خطوط غير مرئية يخفيها بالالوان، وقدرتها على اظهار المعادلات البصرية التي ينتهجها «علي غازي عبد العال» في لوحات تمثل الشتات الفلسطيني والعودة في الزمن المعاصر والماضي الجميل الحي في الفن الفلسطيني الذي يصرخ في لوحات عبد العال بجمالية تمثل الحصول على الاستمتاع بالحياة، والحفاظ عليها لانها التحقيق الامثل للعودة. فهل لوحات الفنان الفلسطيني علي عبد العال هي الوجود الحي لفلسطين في ذاكرة ابنائها ومستقبلهم الذي يطمحون الوصول اليه.؟
يقاوم الفنان الفلسطيني بريشته المغموسة الالوان حق العودة، وبعدة طرق يمارسها هي مقاومة لاحتلال لا يمكنه السيطرة على المشهد البصري الذي يضعه الفنان الفلسطيني بين مساحات كل لوحة. لتطهير اراضيه من احتلال لا يمكنه استعمار لوحة تشكيلية تتحرر كليا من الضعف، بل! تجسد قوة لمقاومة فنية يتم تنشيطها بالالوان والاشكال والاحجام والمعاني والعاطفة الوطنية، والعقلانية المخفية بتكعيب هو هندسة ذهنية يحافظ عليها عبد العال، وان منح لريشته الحكايا احيانا تاركا عجوزا هنا وامراة هناك واطفالا عراة يتناغمون مع حنان الام والوطن، وكأن فلسطين ما زالت كما هي ولم تحتل، بل! يترك للتكعيب قوة تمثيل النضال الذي يحتاج الى عدة نقاط يوازنها بصريا ببراعة وتلقائية ومرونة هي ادراك لعبارات فنية تتشكل مع الخطوط، والشفافية وبتوثيق يكشف عن الحياة البسيطة التي يعيشها الفلسطيني بعيدا عن الاحتلال. وايضا يتحدى الصعوبات التي تواجهه بالفن الذي يقدم من خلاله رؤى بصرية تحرره من الحصار المفروض عليه في كل مكان، وبتأليف لمشهد فني فلسطيني يحمل هموم قضية بعيدا عن الرؤية النمطية الضيقة. بل بالتخطي وبخلق حياة موازية يمحو بها المفاهيم النمطية عن شعب يعاني، ويناضل بكل الوسائل ليبقى وفلسطين على قيد الحياة.
يعيد الفنان الفلسطيني «علي غازي عبدالعال» مفهوم الانسانية الى كل فلسطيني يرسمه تصويريا او تعبيريا او حتى تكعيبيا، وبايجابية يبعد عنها الصورة السلبية التي تحاول القوى المعادية الصاقها به. فيجذب البصر نحو الحركة التي يخلقها في عمق الخطوط التي تنشأ من توزيعه لنقاط هي بمثابة العيون التي يراها تحيا كأطياف خالدة، لشعب يمارس حق العودة بالفن التشكيلي وفضاءاته التي تتسع لتفاصيل قضية شعب يحمل الحنين الى ارض يراها بفنتازية تخللت بعض لوحات علي عبدالعال. لتوسيع افاق فكرة العودة وجماليتها، وهي تمثل وجود يحبكه في كثير من لوحاته بالفن التكعيبي وقدرته على مجابهة الصعاب بالصبر والاناة، وباسلوب منمق وغني من حيث الفكرة التي ينطلق منها متحديا التصوير والتعبير والتكعيب بالخط واسسه وهو يمثل في اعمال الفنان الفلسطيني خط الدفاع عن فلسطين، وان في لوحات الفن التشكيلي التي تمثل هوية فلسطينية لا يمكن انتزاعها من شعب يمارس حقوقه الانسانية بجمالية الفن التشكيلي ودوره الكبير في تحقيق حلم العودة.