بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيلول 2018 12:05ص أعمال الفنان بشير بشير خبايا المزايا التشكيلية وتطوراتها

حجم الخط
يجزىء الفنان «بشير بشير» الاشياء لتحليلها  واعادة رسمها من عدة زوايا،  وتكويتها في شكل  تتداخل فيه الخطوط بعمق تكشف عن خبايا المزايا التشكيلية وتطوراتها التي تكتنز جمالية تحمل من قيم المتناقضات، ومن  رؤية تجريد الحرف مع الشكل في لوحة حروفية ذات دلالات تهدف الى استكشاف الفروقات بين الالوان والاحرف، ومقاماتها محافظا على السمات في تنويع الحروفيات المحفوفة بميزة خاصة تختلط  مع الصياغات ضمن مستويات يستحدثها «بشير بشير» من خلال الحرف او الخط والتداخل المرحلي للحروف ضمن اجزاء المربعات او المثلثات او المستطيلات او الفراغات،  وبين المحدود واللامحدود يضفي جوا من التفتيح اللوني او الاشراقات الضوئية، لخلق نوع من التشويق التشكيلي المثير لحكايا بطولية يقدمها من خلال الغموض والخطوط الملغزة التي يرصدها متنقلا من حال الى حال في مراحل لونية مختلفة. لكل منها ترجماتها الحسية كأن ريشته هي الحكواتي الذي يحكي البطولات الخالدة بأسلوب تفنن فيه من حيث طبيعة الاشكال والاحجام والفواصل والفراغات والالوان الباردة والحارة. اضافة الى خلق حبكة في اللوحة، كانها جدارية يمكن تفكيكها واعادة تركيبها بصريا وفق العناصر المتناغمة مع بعضها البعض، وكأنه يحاور المتلقي بصريا بتاريخ حافل بالامجاد العربية. 
يعرض الفنان «بشير يشير»  اشكاله بنسبة عالية من المرونة المحتملة الوقوع، كالرماح والاحصنة وبرمزية عربية لحروف يستتبعها من وقائع تشير لتاريخية وقعت في زمان ما ومكان ما. اضافة الى الحداثة وكأن الاشكال هي لشخوص الية تخدم بزواياها التي تشي بمساحات واسعة تنم عن عصور دخل اليها او ازمنة وضعنا فيها،  وفق تأملات لحركة الخطوط العامودية والافقية والمائلة والتي تغمرها فلسفة تاريخية في فن مزجه بالحروفية وغناها الحركي المؤثر على تجليات الالوان وتناسقها او ايقاعاتها المتأثرة بالفواتح والغوامق والمخزون المؤكد على احتفاظه بالسيرة التاريخية العربية التي انبثقت عنها لوحاته المختزنة لصيغة جردها للتأكيد على سلامة الحرف العربي في اتون كل المعارك التي حافظ فيها على وجوده رغم اشتداد المحن. اذ يرسمه معانقا القديم الجديد او الكلاسيكي والمعاصر، كأنه يجعله متحفزا للانتقال من طور الى طور تبعا لمضامين الصيغ المختلفة للالوان التي يستخدمها بسطوع وخفوت وتلاعب بالضوء في كتلة يمسكها متكئا على الاشكال المربعة والمستطيلة وغير ذلك. 
لعل اهم ما يدفع المتلقي لتأمل اعماله  ومتابعة الخطوط هي عناصر اللوحة  وملامستها الواقع المتخيل من خلال الاشكال الرياضية او الارتواء اللوني في مسارات تتناغم مع الضوء والظل،  والداكن والفاتح، والفراغات والمساحة الممتلئة بحركات النقاط التي شكلها «بشير بشير» وفق المزيج الموحي بالحقيقة والخيال، والحاضر والماضي وواقع الحرف المنحصر في امكنة لها زواياها الخاصة. كالمساحة الجغرافية التي نشأ فيها بتكثيف ما انعدمت فيه التوازنات، ولا الايقاعات المتنوعة التي يستفيض من خلالها بتوالد الاشكال الكبيرة والصغيرة، وبديناميكة تفصح عن الارتباط بالمكان في ازمنة يحاورها «بشير بشير» تشكيليا، وبوتيرة هادئة يغذيها من خلال شحنات اللون السلبية والايجابية دون حشو او استخدام التكرارات غير المتوائمة مع الايقاعات التي تناسقت مع الرؤية والتركيز الذي اضفى على العمل الفني الاتزان،  وبتجاوز يثري المساحات التي توحي بفيض لاشياء، ربما! هي الارض والانسان والحروب والاختراعات والعولمة المفتوحة على تقنيات الحداثة ومآثرها المؤثرة على الحرف الذي يشبه الروابي والجبال والسفوح. لتبيان قيمة الخط والشكل مع تجريد الحرف الذي حرص «بشير بشير» على تواجده في لوحاته وتجليات الحرف فيها. ان من حيث الجمود والحركة او الزوايا التي تعتصر البصر وتجعله يبث تساؤلاته في حيرة عن خبايا اللوحة ومعانيها . فهل للحروفية تعبيرات عندما تختلط مع الاشكال الرياضية او الهندسية او غير ذلك؟ ام هي جسد الخط الذي انبثقت منه كل لوحة؟. 
الفنان «بشير بشير» (Bachir Bachir) من مجموعة متحف فرحات.