بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2020 12:00ص أعمال الفنان جوزيف نشفاتال فيروس الواقع الإفتراضي

من أعماله من أعماله
حجم الخط
استثمر الفنان « جوزيف نشفاتال» (Joseph Nechvatal) فيروسات الكمبيوتر أو الأصح الأنظمة الالكترونية لشكل فيروسات العالم التي تتزايد لونيا بجمالية ذات حركة خاصة تنتج عن فكرة الدمج التكنولوجية مع فكرة الفن التشكيلي وتحديثه، عبر فكرة فيروسات الواقع الافتراضي في ثلاثية هي بحد ذاتها تمثل فلسفة فنية تتفاعل بصريا بين البيولوجي والتكنولوجي تشكيليا، مما يخلق نظرة مختلفة نحو الفن الذي يجمع بين التجربة البيولوجية والتكنولوجية في فن رقمي تتسع برمجته، ليحتوي بمرونة ما هو مستوحى من الفيروس أصلا أو شكل الجينات اللونية أو الجينات المؤثرة على كل شكل مبتكر من الفيروس البيولوجي وما يقابله في المقلب الآخر من فيروس إلكتروني حركي، أي منح الملوثات البصرية القدرة على ابتلاع ذاتها لصالح الفيروسات الرقمية، وبضوضائية تشكّل نوعا من المقاومة التي يتحدّى من خلالها التصوّرات الفنية وطبيعتها القادرة على خلق تغييرات مؤثرة على صناعة الصورة المبتكرة في فضاءات متخيّلة هي في الأساس لفيروس إلكتروني ينغمس في تفاصيله مع الفيروس البيولوجي الحقيقي، وحركته الخاصة في التكاثر والتسبب في التآكل والموت، لكن ضمن حالة جمالية خاصة يصوّرها من خلال الفن التكنولوجي والبراعة في خلق عدة تصوّرات لفيروس واحد أتى من الواقع الافتراضي الالكتروني والحداثة الصناعية. فهل استطاعت الفيروسات على أنواعها خلق أساليب جديدة في الفن؟

ما بين الظاهر والمخبوء تفاعلات لا نراها بالعين المجرّدة، لكننا نستطيع فهم الحركة التي أظهرها الفنان «جوزيف نشفاتال» في لوحاته المركبة تركيبا تكنولوجيا يعتمد في أسسه على البرمجيات الخوارزمية المؤسسة لفكرة الفيروسات، ونشاطها المعزز بالتكاثر والتدمير والتلاشي، وربما لنصل معه الى فكرة الولادة والموت من خلال الخط البياني الذي يصل الى الذروة خاصة في تشكيل تقني لصورة الفن المعاصر، وقدرته على خلق ثورة في الفن الافتراضي (الحوسبة الفنية البصرية وجمالياتها) دون أن يتغلب الفن الرقمي على الريشة والألوان، ولكن بمنافسات بصرية تؤدّي الى فهم الجين عبر الألوان والحركة المدروسة رقميا، وربما الانجذاب نحو أشكال الفيروسات وجمالياتها الخاصة.

فيروس فني تشكيلي يصوّره نشفاتال وفق العناصر البيولوجية المستخرجة من تقنيات الحاسوب ووجهات النظر التي تؤدّي الى تعديلات هي من صنع الإنسان وتقديراته على عكس الفيروس البيولوجي وعدم قدرة الإنسان في فهمه أو في الوصول الى كافة أشكاله خاصة في الجديد منها، كفيروس كورونا الذي نتصارع معه حاليا، وربما يصبح مادة فنية تكنولوجية فيما بعد، فتغييرات الصورة وتكبيرها وتصغيرها قادرة على فهم الحركة البولوجية لأي فيروس تكنولوجيا أو بيولوجيا، وبالتالي الاستفادة فنيا منها لمنح البصر القدرة على تحفيز الاكتشافات في علم الأحياء، وعلم الفن الرقمي المؤدّي الى درس التكرارات خوارزميا، ومؤثرات الألوان عليها، وبميكانيكية بصرية تعتمد على قوة الفيروسات وفوضوياتها الظاهرة عكس تنظيمها غير الظاهر، وبالتالي لمعالجتها بيولوجيا تحتاج لفهمها تكنولوجيا، وربما تأثّر الفنان نشفاتال بفيروسات البرامج الحاسوبية المماثلة لتلك الطبية منها، والتي يمكن استنساخها أو حتى خلق جين لوني خاص بها، لتكون لوحة جمالية رقمية تعتمد على فكرة الفيروس الافتراضي المؤدّي الى التدمير الذاتي الأوتوماتيكي المؤثر على العين مباشرة. فهل تشكّل فيروسات الفن المعاصر صورة أخرى للفيروسات البيولوجية وجمالياتها؟

فتنة الفيروس والغزو البيولوجي للإنسان تصاحبها فكرة الفيروس الإلكتروني والغزو الإلكتروني والجمع بينهما في الفن، هي فكرة الفنان «جوزيف نشفاتال» الذي نتج عنها عدة معارض له، وقد استطاع من خلالها اخراج عدة معانٍ فنية لفيروس يحاكي الحيوات الافتراضية والواقعية، وبالألوان وتدرّجاتها كافة وان بنسب يحدّدها في كل لوحة يتكاثر فيها بتطوّرات بصرية تلعب دوراً كبيراً في خلق الوعي الخاص بالفيروس بسلبياته وإيجابياته. فهل يحاول «جوزيف نشفاتال» أن يتجاوز هموم الإنسان الفيروسية بالفن المعاصر وقدرته على خلق جماليات متعددة فنياً؟