بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2017 12:05ص أعمال الفنان خالد أبو الهول البعد النفسي المتجلّي نفسياًً

حجم الخط
تتأول الاشكال في اعمال الفنان «خالد ابو الهول» وتُفسر تبعا  للموجودات البصرية التي تعتمد تشكيليا على الصراع اللاواعي، المتماهي في المرأة،  والبعد النفسي المتجلي فنيا  في سلوكيات تنتظم فيها القواعد السلطوية للون،  وبحس منمق وعميق الفلسفة،  وبسيكولوجية تتحكم بالمعنى الملتزم بلغة الشكل وتأثيرها على معطيات الجمال،   وجدلية المعنى والصياغة الفنية للوحة.  اي وفق المقاييس الوظيفية والتحولات المناصرة لهواجس المرأة وخوفها من الصدمات الاجتماعية او السياسية او حتى تلك المتعلقة بالرغبات المكبوتة.  لتبقى في اللوحة كأنها تعكس الضوضاء والفوضى والتمويه،  والتشويه المتناقض مع الاحاسيس والمشاعر المترجمة بالالوان على الجسد،  وضمن ضربات ريشة تؤثر على التخيل الدوغمائي لفكرة الممنوع والمرغوب،  والاشكاليات التشكيلية في تحقيق خروج المرأة من شرنقة اللوحة التي يتوسع فيها الفنان»  خالد ترقلي ابو الهول»  في سبيل تحقيق التضافر والتنافر،  ولا سيما كشف العلاقات الحوارية الذاتية التي تشعر بها المرأة المتلونة بشتى انواع الالوان التي يمارس من خلالها الفنان «خالد ترقلي»  شتى انواع التحريض. لتبرز كينونة المرأة ومعاناتها مع ذاتها،  ومن ثم المجتمع، ليستنكر التسلط المتعدد الوجوه. اي تسلطها او التسلط عليها.  ليتستجلب الخطوط العامودية واحيانا المختلفة للسيطرة على مساحة اللوحة.
فهم وكشف وادراك لسر كينونة المرأة وارتباطها باللون المترجم لمشاعرها،  وتغطية معالمها او تفاصيلها الجمالية، ومقاييسها الذهبية، ككائن مفعم بالاسرار،  ليستجلب احيانا النسق الفنية التي يتبعها في بنية اللوحة وتقلباتها الحياتية بين الانا والقيم الحياتية التي تنعكس تلقائيا على القيم اللونية وتدرجاتها،  وبنفسية المأزوم من الفعل المرتبط بايديولوجيا تتغذى من المضمون النفسي والجنسي،  والنوعي والركائز الحركية التي يعتمد عليها في توليد الامواج الطولية واستبطانها بصياغة نسيجية تتعاطف معها الحواس المسكونة بالظلم والتعصب،  والمخاوف، والكوابيس، والمخاطر، والتسلط، والقهر، والسيطرة.  ليصبح كل لون من الالوان يجسد مرحلة تتكامل مع تماسك الفراغات بين الالوان بجرأة ريشة تحاور ذاتها،  ويحركها الامل والرجاء في حمل رسالة فنية ذات تشكيل يصالح المرأة ويتناقض معها لاعادة ضبط وجودها من خلال الاطر التي يضعها فيها الفنان «خالد ترقلي» والتمحور حول المرأة بطرائق فنية محضة.  فهل المراة ذات الوجوه المتعددة هي في اللون وليس في الشكل وازدواجية المعنى؟ 
يطمس «خالد ابو الهول»  الالوان مع الحروف وبين الاشكال.  لتتيه الميتافيزيقية التشكيلية مع الهوية الفنية واللونية،  وحتى مع الرياضيات التي يمارسها بين الشفاف والسميك والمفاهيم الاخرى التي ترتبط مع المثلث والمربع والدائرة،   والتأصيل العميق للفراغ.  وان تضرب الالوان السميكة بعض المساحات.  الا انه يسبكها برفع مستوى قيمة الخلفية او ابراز شفافيتها تبعا لحالة الشكل الظاهر وما يريد محاكاته بصريا من خلال رفع مستوى التأثر اللوني،  والتغيرات الجسدية للمرأة والتعبير عن الوجود الانساني بشكل عام.  لتبرز المكونات كفلسفة تزخر بالغموض او تلك التي تفرض على اللوحة البحث عن شخصية نسائية يتعلق بها «خالد ترقلي»  وتمثل معاناة المرأة بشكل عام.   
تضطرم لوحاته بالمعاني اللونية وتدرجاتها وبالخطوط التي يسكبها في قوالب مرمزة محورها الجسد والعقل واللسان وتمركز المرأة في الحياة بين الرجل ووجودها او حتى بين الثوابت والتحولات الانتقالية التي يخفي منها كل ما يشير الى تحرر المرأة. اذ يمسك الشكل ويحرر اللون او عكس ذلك يمسك اللون ويحرر الشكل.  لتكون الالوان الداكنة هي قدرة اللوحة على استقطاب السلبيات النفسية الناتجة عن الاستنكار البصري الذي ينتصر من خلاله «خالد ترقلي» على موضوعه التشكيلي والانعتاق او التعاطف مع قوانين البقاء المشروطة بالصمت.  فهل كل لوحة من لوحات «خالد ابو الهول» هي للمطالبة بحقوق المرأة؟.   
اعمال الفنان «خالد ابو الهول» من مجموعة متحف فرحات.