بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الثاني 2018 12:01ص أعمال الفنان طارق يموت الفن المستفز للبصر والمثير لاكتشاف ماهيته

حجم الخط
يقدم الفنان «طارق يموت»  تقنية استثنائية في الفن تعتمد على الخيط الذهبي والمسمار والتشكيل الجريء، والدقة التي يحتاجها هذا الفن الذي يجمع بين النقطة والخط من خلال المسمار والخيط ،والتوازن الكبير بين الفراغ والشكل حيث يبرز الشكل من خلال تباعد الخطوط او الخيوط وامتدادها اكثر من تقاربها رغم تماسكها مع بعضها، فالمسامير المطروقة هي التكوين الأساسي للوحات قد يعتبرها النقاد تنقيطية بمعنى اعتمادها على النقاط التي تبدأ (من.. الى) وبالعكس، وتجعل من الخيط اللحظة اللانهائية للبداية، وبتناقض تام في المفاهيم التي تنتفض على كلاسيكية الفن التشكيلي، والهروب من الألوان والقماش من خلال الفن المستفز للبصر والمثير لاكتشاف ماهيته، وان بدا في بداياته يدويا. الا انه عند الفنان «طارق يموت» متنوع ومفاجىء في خروجه من الهياكل الفنية التقليدية ومواجهة الفن المعاصر بتحديات المسمار والخيط، والالواح الخشبية بدل القماش . مما يؤثر على التباين ويظهر قيمة الفراغ في ابراز الاشكال والاحجام، وبلمسة صناعية قوامها الخشب والمسمار والخيط، وتقنية اشبه بالتنقيط.  وان احتاجت الاف المسامير في رسمها.  فهل يحتفظ  فنان هذا النوع من الفن بايقاع خاص قوامه النقطة والمسمار والنغمة ام قوامه الخيط والخط والفراغ؟ 
تتقاطع الخيوط والمسامير في لوحات  الفنان «طارق يموت»  مع مبادىء الرسم، والحرفة اليدوية،  لانها لا تحتاج للريشة،  بل تحتاج لتتوازن في التنفيذ خاصة في لوحة سمو الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» لإنها تشكل متعة بصرية صلبة تتلاحم معها الحواس الأخرى وفق مزج يتواءم مع الفن التشكيلي، وربما هو نحت من نوع آخر يحتاج لمادة تتشكل وفق صلابة وليونة معا.خاصة في ابراز معالم الوجه وصعوبته عبر هذا الفن تحديداً متوسعا بالرؤية من خلال الخيط الذهبي الذيً هو الخط المستقيم  دائما، فاللوحة في اعمال الفنان يموت هي مجموع الخطوط المستقيمة وان ضمن تشكيل الانحناءات.  خاصة في تنفيذ لوحات الخيول، وفق هذا الاسلوب مع التنوع برسومات اخرى. إلا انها الابرز مع الخيول، لأنها مشغولة بتقارب مفعم بالحيوية والترابط بين الحزم الشبيهة بالحزم الضوئية او الخيوط التي تنسجم مع ابراز الشكل الناتج عن مجموع نقاط يحددها الفنان وفق مزاجه الفني الذي يحول المسامير فيما بعد الى قاعدة لخيوط يلفها بتشابك ،وتناغم وانسيابية بصرية تحدد متانة الشكل وابعاده في اللوحة او بالاحرى الخروج من نمط الى نمط عبر مادة هي المسمار والخيط، مما يسمح له بتكوين هو رسم باسلوب اخر بعيدا عن الريشة تماما. الا انه نافر ومتعدد الابعاد وفق الضوء. لهذا يعتبر الخيط الذهبي هو الاصعب في هذا الفن لانعكاسات الضوء عليه، فهو يحتاج لضوء نهاري يمنحه طبيعة وحيوية ويجنبه الانفصال عن التلاحم مع المسمار واسس التكوين معه. أو ضوء صناعي بمعايير خاصة لابراز الجوانب الجمالية التي يتميز بها في تشكيل يحتاج للصبر والمثابرة والدقة والقدرة على تطويع المسمار والخيط  كاداة فنية تحتاج حتى لاشكال مسامير متنوعة  كالنحاسي والزنك والستانلس وغير ذلك.  
يضيف الفنان «طارق يموت» الى لوحاته الزخرفة ايضا عبر منمنمات لاشكال زخرفية تجميلية تلعب دورها في منح الشكل الاساسي الأطر المتوازنة العابقة بالفن الزخرفي بعيداً عن التصويري مثل الفتاة الحالمة الجالسة على القمر او رأس الحصان الذي تحيط به الزخرفات المرسومة بالخيط ذي اللونين المتنافضين لامتصاص كل منهما الاخر، والقدرة على اثبات التحديات بشكل اكبر لما تحتاجه هذه الزخرفة من اشكال هندسية صغيرة منمنمة مع الابيض الضوئي، وقيمة انعكاسه على الخيوط الأخرى، وبهذا يقدم «طارق يموت» في لوحاته الخيط الذهبي  مع اشتقاقات اخرى كالبني، وبرمزية ايضا لاصالة الخيل العربية.  بينما في راقصي المولوية خفف من قيمة الخيط اعطى المسمار القوة في التشكيل، ليكون الهيكل الوجودي لراقص يعتمد على الروح في التلاشي. فهل الخيط والمسمار يجسد الفن اليدوي الذي تبدل من طور الى طور وتحدى الفن التشكيلي بمقاييسه ومعاييره خاصة في لوحة لطارق يموت هي نون  والقلم وما يسطرون بابعادها وجماليتها وخيوطها بتناسق فني متوازن بصريا؟

dohamol@hotmail.com