بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 آذار 2018 12:02ص أعمال الفنان فريد مارتن نشوء الشكل والتكوين

حجم الخط
تخضع اعمال الفنان  «فريد مارتن» ( Fred Martin)  لترجمة الوعي واملاءاته اللونية  بدافع من جماليات هي عبارة عن مصنفات بصرية، لافكار تتلاقى مع القدرة الفنية والترادف الحركي للريشة التي تبرز المتناقضات تحت مسميات تشكيلية متعددة.  الا انها تصب  في التأمل النفسي، ونشوء الشكل والتكوين عبر مسعى الخيال القادر على خلق التكافؤ المؤسس لمحاور تتشكل بعقدة لونية يفككها تدريجيا في اعماله كافة،  وان ضمن التحليل النفسي للون وجزئياته التي يستهجنها،  وتكشف عن فلسفة فنية يتقنها وفق مدارس يمزجها تحت تأثير فطري مصقول بالادراك والتدقيق، والمقاييس، والمعايير، وبنبرات ايقاعية تتناغم بصريا مع العناصر التي تحقق البعد التحليلي، وطبيعته المسرودة الى اشكال توحي بلحظات ملتقطة من غموض الاحاسيس التي تلفح الانسان، ويستطيع تحويلها الى عمل فني نستشف منه الافكار وتطوراتها الواعية هندسيا، وبعمق التجريد الفني ذي الاختلاطات او الترادف التشكيلي المبني على النقاط واهميتها في تكوين العمل الفني، وشفافيته التي توضح روحية الريشة للمتأمل للفراغات والتكوينات الاخرى، ولاحتكاك الضوء بالمادة والتأثيرات النابعة من الاستكشاف والتحليل والتطبيق، وابراز ثقافة اللوحة التشكيلية بوضوح ذي تلاقح داخلي وخارجي او بمعنى اخر تاثير اللون على الشكل والظل وما يضفيه على المقاييس من نسبية هندسية ،  وتأثيرات ذلك على الخطوط المهيمنة على التكوين،  وبحيادية لها وظائفها المؤثرة على التخيلات غير المأنوسة نوعا ما. او تلك التي تدفع المتلقي الى بث المزيد من التساؤل عن كيفية تكوين اللوحة.. 
لوحات الفنان الأميركي «فريد مارتن» محرّكة للوعي لتلازمها بالقيم الجمالية،  وتناقضات المفاهيم الرياضية فيها من حيث التجاوز في فهم الشكل الكبير والصغير،  وبتقاطعات  تكفي لخلق الابعاد التي يركز عليها، كفن ذي صياغة تشكيلية لها تصنيفات خاصة به، وتدفع المتلقي للتأمل والاستكشاف. ليهتدي الى الحركة البصرية التي تضفي على لوحاته نوعا من المرونة الفنية الملامسة لمصطلحات يشحنها  عاطفيا وعقليا،  بازدواجية الفكر والفلسفة التشكيلية القادرة على خلق بصمة منطقية تبرز بشكل ميكانيكي مقتضب، وباتساق اسطوري تخيلي يغذي النفس جماليا . لتبدو نسغ الالوان  كالمتجذرة والمنصهرة مع الاسلوب المتوازن، والكينونة المؤدية الى تحليل نفسي يتقنه «فريد مارتن» وهو يحاور الالوان والخطوط والاشكال، ومسارات الضوء التي تؤلف نظريات تشكيلية يعتمدها في لوحاته كافة، والمتميزة بالتقاط اللاوعي المتضمن التأويل في الخط واللون، وما يجمعهما من فروقات وتضاد وايقاعات وتناغم تدريجي متكيف مع العوامل التشكيلية التي تؤكد على دقة «فريد مارتن» في الرسم والتأليف البصري، ومصنفاته التي تفصح عن جرأة وقدرة، واتقان ميكانيكي مبطن في ابراز جمالية اللوحة وخاصيتها.  فهل من فلسفة نفسية تشكيلية عند فريد مارتن؟  
مراحل فنية مختلفة نكتشفها في لوحات «فريد مارتن» من نسق بصرية تتكيف معها الحواس،  وتستدعي الفكر لاستنباط الحركة المرافقة للالوان التي تحاكي الشعور المتناقض مع الخطاب الفني، وقيمته التي تعزز ايجابية المعايير وقوانينها الفنية الشديدة هندسيا، وان كانت من التجريد ما يجعلها غامضة، وبتمايز يطرح فكرة العقل والعاطفة وما بينهما من خطوط والوان او فراغات ومعرفة في تكوين الاشكال وفهمها.  لتترجم الاحاسيس الداخلية والانفعال الحدسي.  لريشة تترجم القلق واليأس والفرح والحزن والموت والولادة والفيزياء والعلوم والرياضيات،  وكأنه يبحث عن التعاطف الفني مع عقلانية الاشكال التي تتشكل تبعا لنظريات يستنتجها من وجوديات حسية هي عبارة عن وحدات فنية او نظم متوازنة تنتمي الى حسابات المادة،  والحالة النفسية والفكر الواعي او القلق او الفرح، والحزن،  وما ينتج عنها من تشابه بين اليد والحركة ودقة الملاحظة، وبين العقل والمنطق والفلسفة وجمال اللوحة. 
اشتقاقات لالوان واشكال وايحاءات ذات نزعة نفسية وجدانية،  وان غلب المنطق على لوحاته. الا انها ممجوجة بثنائيات وتناقضات ومفاهيم جمالية، وما ورائية تحفز على التساؤل الوجودي للاشياء من حولنا. ابرزها المادة ومؤثراتها على النفس او الالوان وتنوعها، وانصهارها في كينونة اللوحة. لاستعادة الميول المخفية او التائهة عن النفس محاولا استعادة تفاصيل كل حركة من ذاكرة اللون، وتدرجاته وما ينبلج عنه من اشكال اخرى هي مصطلحات موسعة، لفن واع ومتسع لمفردات تشكيلية تتمركز في مساحة اللوحة، كمعادلات متماسكة تساعد على تعزيز البصر وقدرته على تذوق جمالية الشكل والتكوين. 
اعمال الفنان «فريد مارتن» (Fred Martin) من مجموعة متحف فرحات. 


dohamol@hotmail.com