بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الثاني 2018 12:01ص أعمال الفنان قيصر مقداد ترجمة الحدث وابعاده

حجم الخط
تشكل الرمزيات المختلفة في اعمال الفنان «قيصر مقداد»   (kaissar Mikdad) طبقة بصرية هي امتداد لمفهوم الاقتران التشكيلي بالعمل الفني المتمثل بمصاعب الحياة او صراعاتها،  من عدة جوانب مختلفة، وبما يتعادل مع الخصائص الضرورية  للوحة،  وتوليفات الاشكال فيها،  كراوي ينسج من رموزه الحكايا الفوضوية بمزاجية ريشة تتناسق مع الكثافة اللونية، ومع الخطوط التشكيلية المشغولة فنيا برؤية يستنطق من خلالها الذاكرة العابقة بأدق الأشياء،  كأن الاحداث التي يسردها في اللوحة عالقة في ماض لا تغادره.  الا لتظهر في لوحات تترجم الحدث وابعاده، وبتقنية بصرية مؤثرة ذات تقسيمات تستفز الذهن. ليقرأها بترابط بين القريب والبعيد او الربط الزمني الذي جمعه «قيصر مقداد» في لوحته، وضمن زوايا المربع او المستطيل، وبطابع يمده بالعفوية احيانا. الا انه يمزج بواقعية انعكاسات الالوان لتنسجم مع التضاد باتزان ذي  حركة مدروسة لرؤى تشكل نوعا من القصص البصرية الايحائية في بعض منها، والرمزية في البعض الاخر،  وببنوية ذات احاسيس تتباين فيها الانفعالات القوية،  وان تميز المضمون بضبابية وبتقسيمات توالفت وتجانست مع المضمون.  ليغرق المتلقي اكثر في تفسير الرموز والاشكال والخطوط،  وحركات اللون والفراغات والظل،  كأن اللوحة جدارية اقتطعها من حضارة ما زال يرنو اليها او يبكي على اطلالها او يترجم جماليتها من خلال التفاصيل التي تتجسد بجزئيات اللون الصغيرة وبلطشات شفافة واخرى متناقضة تماما. فهل الوحدات اللونية في اعمال الفنان «قيصر مقداد» تتماثل مع الاشكال؟ ام انها تشكل نغمة الحزن العابق بالميثولوجية الحسية دون اظهارها بشكل عام بصريا،   لتحاكي من خلال التفاصيل الفنية والغموض فيها شريحة كبيرة من الاذواق المختلفة. 
يتحكم الفنان «قيصر مقداد» في تصنيفات اللون . فيستولد من اللون لونا آخر،  وبتدرجات مختلفة ليؤطر دلالاته بروح الزمن البارد وبقصص ينأى  بها من الرؤى الاحادية اللون،  وبقوة تجسد مسيرة الالم او الصراع او الظلم او الشر المتراكم عبر العصور. لتتكون الالوان وفق لغته التشكيلية التي يريدها غير البعيدة عن الحاضر الذي يتحول الى ماضٍ بسرعة  افقية تمتد  فلا تنتهي المربعات ولا المستطبلات ولا الدوائر، ولا الخطط الافقية ولا العامودية. الا ان اللون الابيض هو فلسفة تتصل بالالوان كافة. فلم يستثنِ الاسود، بل!  تركه ايحائيا مع الابيض او بالاحرى استقصاه او ابعده قليلا. لينفي الواقع الاسود ومرارته عن لوحته  الغنية بالرموز المستعارة من عدة احداث جمعها في لوحة هي اشارات رمزية لرؤية حديثة عن الزمن القديم او الحدث المؤرخ في الذاكرة المقاومة للسكون،  وان بسرد لوني قلق. الا انه يسترجع التفاصيل  ويضعها بصريا في لوحة تتفجر فيها المشاهد المرتكزة على العنصر الفني التشكيلي ورمزيته. ان بتجريد او تعبيرات كالقطبة المخفية بين المساحات او الفراغات او حتى الخيوط التي تشكل الجغرافيا الحقيقية للخطوط واتجاهاتها، وبنيتها وكأنه يلتقط صورة من علو بصري او مفهوم الكونية في الحياة الخالدة. فهل يسترجع «قيصر مقداد» رموز القصص الدينية في لوحة فنية؟   
  ابتعد الفنان «قيصر مقداد»  عن اللون الاسود. الا انه ضمن الوانه  يثابر على ابراز حوليات او فصول الزمن او الابحار نحو اليقين وباحساس لوني يثير عدة جدليات.  فكيف للوحة تشكيلية رسم فيها الحدث وابعاده وابتعد عن الالوان الداكنة او الكثيفة بسماكتها ان  يحصر اللون الاسود فيها ضمن  زواية ما؟ فالاشكال البسيطة بين الفواصل والمكنونات الضوئية متكيفة مع بصمة المعالجات الفنية وفق القضايا الواقعية التي حدثت عبر التاريخ،  وما زلنا نحمل لواء اوجاعها في الحاضر،  فهل من جدلية في لوحاته ترتبط بالتجريد والرموز،  وبتعبير خفي عن حالة خاصة جعلها عامة ؟ 
اعمال الفنان «قيصر مقداد»  (kaissar mikdad) من مجموعة متحف فرحات.