بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 أيار 2019 12:59ص أعمال الفنان موفق السيد كتابات تشكيلية تكشف عن استعارات

من أعماله من أعماله
حجم الخط
‏تحكم رؤية الفنان «موفق السيد» (Mowafaq Al Said) الأشكال السابحة في فضاءات الحركة السريالية، ودوافعها التعبيرية ذات الجمالية المستنيرة، بفلسفة فيزيائية تهدف الى التفاعل والتحرر من التصويرية الى الاستعارات في رسم هو كناية عن عدّة معاني يستخدمها سرياليا للتعبير عن الجمال من خلال التأمّل المفتوح للأشكال ضمن الألوان المرتبطة بالمخاوف، محاولا بذلك تغيير المعنى بالأشكال المغناطيسية السابحة في فضاءات الألوان المختلفة، بتدرّجاتها أو تموجاتها الضوئية، مما يثير البصر ويفاجىء الحواس بصدمة فنية سريالية التعبير تنقلنا الى المخيّلة أو الى استحالة الواقع المبني من كنايات تشكيلية تكشف عن استعارات يشحنها «موفق السيد» بمسطحات شبه سماوية في الواقع هي منظور فني يميل الى البناء الوهمي في فضاءات متخيّلة وهي حقيقة جداريات ذات ملامح تميل الى الجاذبية أو التعايش المغناطيسي بين الأشكال والألوان، مما يوحي بالكون الممتد محولا الفضاءات الى مسطحات بصرية ممتدة تهدف الى اكتشاف الكنايات التي يتركها للمتلقي، لما تتطلبه رسوماته من تفكير في فلسفة جمالية لجداريات ترمز الى قوة الحياة أو الوجود من خلال تسامي جوهر الروح. فهل يتلاعب الفنان «موفق السيد» بمنظور الأشكال بين الفضاءات والضوء؟ أم هي العلاقة بين الضوء والظل واستثنائيات إيقاعات الألوان وتأثيرها على الأشكال؟

تبرز في أعمال الفنان «موفق السيد» حالة من السريالية التعبيرية التي تهدف الى خلق تعبيرات عن رموز تجمع الواقع والخيال سرياليا، وان بنسبة ضئيلة، إلا انها تتغلغل بصريا مع الضوء أو الجاذبية أو حتى الفراغات المجازية أو الكنايات التشكيلية، ليتداخل الدال والمدلول، وتمنح الأبعاد الثلاثية رؤية نحتية في جدارية ثنائية الابعاد في الحقيقة، لكنها توحي بثلاثية تفرض أسسها رياضيا أو جيومتريا، وحتى عبر النسب الموزعة توزيعا صحيحاً مستوحى من قيمة الفراغات بين الأشكال بتوليف مع الألوان التي تشتدّ وتتراخى مولّدة توازنات هي مجموع الحواس (العين، الذهن، العقل، الوجدان) بتكافؤ مشبّع بتنقلات أو بقفزات ذات صلة بالتوازن الفراغي الجاذب لخلق حركة خفيفة ديناميكية لثقل يجسّده بالدوائر والمربعات والأشكال الأخرى المتناقضة زمنيا (في الوسط أو اليمين والشمال) بتناثر بصري معاصر يعطي قيمة للنقطة أو للشكل في الفضاء أو البُعد دون حصرها بين خطوط لينفي التوترات عن جدارياته ويمنحها الحركة دون سكون في الفراغات، لتبقي بصريا في حالة من تجاذبات بين الإيجابي والسلبي، وبشكل سينوغرافي هو للتزامن بين فترات الضوء المختلفة، كأنه أمام مسرح فضائي لحقائق يلتقطها ويتركها في حركة موضوعية. لتبحث عن ذاتها في كل الاتجاهات أفقيا وعاموديا وغير ذلك من الانعكاسات التي يولّدها الضوء الناتج عن الألوان بمختلف نغماتها أو الإيقاعات البصرية الناتجة عن التجاذب البصري بين الأشكال، فهل يحاول السيد التقاط المعنى الحركي للسينوغرافيا بصريا من خلال رسومات يفتحها على عدة تأويلات؟

تكشف هذه الجداريات عن حقيقة الأوهام الحركية المتخيّلة في فضاءات الصورة البصرية بمعنى ترتيب الفضاء الواقعي بسريالية تعبيرية تمثل الحريات المختلفة لأوزان غير مستقرة في أمكنة محددة، وأن بدت في الجداريات مستقرة. إلا انه استخدم الكنايات التشكيلية للاستدلال البصري المؤدي الى اكتشاف المكنون الجوهري للرياضيات أو للجيومترية أو لمعدلات الألوان، وبالتالي جمع المتناقضات، وبتضاد هو توليف لإيقاعات مستمدة من مخيّلة تهرب من الحقائق وتعترف بها في وقت واحد وتفاعليا وبشكل تنافري، مما يثير الهدوء الحركي غير الساكن نهائيا، لتتشكّل المكنونات الفنية عبر الصدى البصري وسماته الايحائية المتكافئة تشكيليا، ما بين دائرة ومربع كالأرض والسماء مجازيا لإدراك قوة اللون وقوة الشكل، ولعبة التوازن ان جاز التعبير. فهل تهيمن السوريالية على المنطق التعبيري في جداريات تمثل الأفق الفكري والجمالي للمخيّلة أو للخيال الفني؟

أعمال الفنان «موفق السيد» (Mowafaq Al Said) من مجموعة متحف فرحات.