بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تموز 2019 12:03ص أعمال الفنانة شيماء كامل عكس الواقع على المستقبل

من أعمالها من أعمالها
حجم الخط
تختلط الهواجس البصرية في أعمال الفنانة «شيماء كامل» (Shayma Kamel) لتستخرج من اللاوعي رسومات تميل إلى عكس نظريات الواقع على ألمتخيّل أو بالأحرى المنطق التشكيلي للمتخيّل، لتصف ما يبرّره الخيال، وما يرفضه الواقع كشكل من أشكال غمس الأوهام في المتخيّل لمحاكاة الواقع، التي تشكّل مساحات تنكشف عنها التمثيلات الفنية المنمّقة، إذ غالبا ما يرتبط الشكل في الفكرة التي تنبثق عنها الصياغة ذات الخيال الأوسع من الرسومات بمعنى النظرة المثالية للفانتازيات في الفن التشكيلي الذي يعالج هواجس النفس الإنسانية ومنعطفاتها بين الوعي واللاوعي، وبفلسفة تحشد من خلالها الأفكار في لوحات تسمح بتطوّر المتخيّل حيث تمتد الحركة الى الألوان، وانعكاساتها الخارجية أو تأثيراتها البصرية على المعنى إذا جاز التعبير حيث لا يقتصر المتخيّل التشكيلي بالشكل، بل يتخطّاه الى تعبيرات الألوان خارج مداها، كنوع الاستنكار اللاواقعي للإسراف الخيالي، لتبقي على معنى الواقع الإنساني ضمن المتخيّل في لوحات هي نظريات لحكايا وقصص، وربما بعض المشاهد التي تقترب من الخرافة أو الأساطير أو الكائنات الأخرى.

تجمع الفنانة «شيماء كامل» بين المتخيّل والواقع لإزالة المبالغات الخرافية من الرؤى والأوهام من خلال عالم الخيال في الفن التشكيلي ذات صلة بالظواهر النفسية، للتمييز بين الخيال وحقيقة الواقع برمزية ذات تأثيرات عاطفية غارقة بالألوان والأشكال والأحجام التي تضعها بين قياسات مختلفة منها الكبير جدا ومنها الصغير جدا، وبتناقض ذي تناغم ينمُّ عن دقة ملاحظة بين المتناقضات المؤثّرة على النفس، والقادرة على الجذب البصري، إذ توحي رسوماتها بالأحلام التي تتخطّى حالات الخيال الى المبالغات دون الوصول الى درجة السريالية، ولكن تبقى ضمن المتخيّل لما هو داخل الأساطير والحكايا الشعبية أو حتى التي تتصف بالرعب، إلا انها تعالج النفس من البقاء في تخبّط بين المتخيّل والواقع أو للتمسّك بالواقع، واستخراج المغزى من اللوحة بصريا، مما يجعلها تفرض التأمّلات على الرائي من خلال الأشكال التي تثير كل ما هو قابع في ذاكرة طفولية. فهل تنمّي لوحاتها الخيال لنمسك بالواقع دائما؟

ترتكز لوحات «شيماء كامل» على قضايا النفس الإنسانية وتخبّطها بين حقيقة الواقع والخيال، وبين ما يخرج من النفس ويترجم الواقع كالأحلام التي نراها في النوم أو الكوابيس المزعجة، والتي تحاكي من خلالها المجتمعات وقضاياها المتعلقة بالسلوكيات والاجتماعيات وغيرها من القضايا الحياتية المرتبطة بالإنسان منذ الطفولة الى الكهولة، والتصوّرات التي تحدث عند إثارة المواضيع الأخرى، كالسياسية ومؤثراتها على الأوضاع الحياتية، إلا انها تتمسّك بالازدواجية في تشكيل الشكل والشكل المرادف له بثنائية حتى في الألوان بين اللون واللون المعاكس لخلق تضاد دون تنافر، وإنما بإنسيابية في تدرّجات الألوان الحارة والباردة أو اللون وما يقابلة في اللون الآخر، عاكسة المرايا النفسية في اللوحات لتستقطب الحس البصري الى الداخل، ليترجم الحركة الى فعل متخيّل كي يتم إلتقاط الواقع أو تفسيراته المعاكسة لما ترسمه. فهل ترفض المبالغات في الحكايا من خلال الفن؟

ما من شكل من الأشكال في لوحات الفنانة «شيماء كامل» إلا ويرتبط بالآخر من حيث المعنى، لتبقي على الواقع حيّاً في متخيّلها، وتنتشله من الكوابيس أو من خلال ما يتم تشويهه في الواقع، لتتمسّك ريشتها بالجوهر الإنساني في الفن الرافض للمبالغات الأسطورية أو للحكايا الخرافية أو كل ما من شأنه أن يبعد الإنسان عن الواقع، كأنها تستخرج ما في النفس بصريا، لتبقي على المتخيّل كواقع آخر هو محاكاة فنية نفسية بصياغة لونية تميل الى جمع الهواجس أو المخاوف في لوحات تجسّد النفس الإنسانية وميلها الى الخرافات والأساطير والمشاكل الاجتماعية.

أعمال الفنانة «شيماء كامل» (Shayma Kamel) من مجموعة متحف فرحات.




dohamol@hotmail.com