بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 آذار 2020 12:00ص أعمال الفنانة يايوي كوساما التكاثر الفيروسي في الكون

من أعمالها من أعمالها
حجم الخط
ابتكرت الفنانة «يايوي كوساما» (Yayoi Kusama) أسلوباً فنيا تتنوّع فيه الايقاعات البصرية، بتراكمات مبنية على التكاثر الفيروسي في الكون من البداية الى اللانهاية، وفق نقاط بأحجام مختلفة وألوان متنوّعة، وبتضاد تتناغم معه الفكرة وانعكاساتها في الفضاءات المفتوحة على تكوينات تغمر المساحات، وكأنها تمد الألوان لتكوين المشهد الحيوي بفن يحتاج للكثير من التركيز والصبر، لتجعل من عوالمها أمكنة للراحة النفسية، بعكس فكرة الفيروس القاتل، وإنما بمنح التكاثر قوة تناغمية يستمتع معها البصر لتستدرج الحواس نحو البؤرة الفنية التي انطلقت منها، بتشكيل القطع ان شئنا القول، فلكل رؤية خاصة لونا متفرّداً مرصّعا بتشكيلات تتخذ منها وسيلة جمالية لتكوين فيروساتها التشكيلية القادرة على فتح التأملات على مصاريعها، وفق بنية متماسكة لا ثغرات فيها، مما يمنحها خلق تشكيلات مختلفة ابتكارياً، لا تتكرر الأجزاء منها في التأليف والبناء، وكأن التكرارات هي ترجمة لاضطرابات نفسية تعاني منها، لكن بقدرة تشكيلية مفاهيمية نحتية لا تتوقف ألوانها عند الآحادية المنبوذة في أعمالها المزخرفة، والقادرة على خلق عدّة معاني لأمكنة تعكس الهواجس النفسية، كما تعكس المشهد اللامتناهي للحياة التي تمتد الى ما لانهاية مع كافة الأجيال أو الذرات والخلايا الحيّة الصادمة في حال رأيناها بالمجهر، وبتكاثر بصري يجذب إليه الحس الإنساني.

بساطة شديدة وتعقيد تختطف من خلاله «يايوي كوساما» الحواس التي تتعلق بالجزئيات اللونية وتضادها مع فكرة الفيروسات ومراحلها المختلفة التي تشكّل هدفا بصريا، يؤثر على ولادة كل شكل من الشكل الآخر، وبحيوية فكرة التكاثر الحي المعتمد على الأحجام والحركة واللون، وبنسيج ذي أسطح تعكس الاندماج بين الكل والجزء، مما يمنح أعمالها ديناميكية تتسع لآليات متعددة، وابتكارية في التوليد أو (التخليق) وربما مفاهيمها التكوينية في الفن ترتبط بالتكوين الفيروسي وقدرته على التكاثر وفق أعداد غير محدودة تستوعبها الأمكنة المتخيّلة في أعمالها، وبمرونة تعتبر كالمضخة اللونية النابضة بالتفاعل المتعلق بآليات الأعداد وقواسمها المشتركة، لأشكال ترسمها بتنظيم قد يبدو انه ناتج عن هلوسات لونية، إلا انها تبتكر فيروسات تشكيلية تستقطب الحس الفني بجمالية دراماتيكية ترتبط بفيروسات الألوان المتخيّلة في التكوين غير المرئي للإنسان، وتشدّد على البناء وقوته في التماسك الداخلي، لتشدّ من ازر تكويناتها والقدرة على حبك الأشكال مع الأحجام والألوان، وبما يليق مع فكرتها القادرة على دمج فيروسات الألوان وتكاثرها مع الفراغات والمساحات اللامتناهية. فهل التكاثر في الفن هو خلية يمكن الاعتماد على تكاثرها جماليا؟

تقدّم كوساما أفكارا مجزّأة تكتمل معها الموجات اللونية الباردة منها والحارة، وبتطوير تعتمده كأنها تحت المجهر وبإيجابية الوساوس القهرية أو الفيروسات التي تتقهقر، وتتحوّل الى خلايا عكسية بموجب استنساخات مفصولة عن بعضها البعض، وتترجم كل منها مرآة هي لخلية تبتكرها بتماثل، وباستراتيجية القلم والريشة والمادة المستخدمة في التأليف القماش أو الأشياء الأخرى التي تعتمد عليها، والأقل تعقيداً من الشكل التكراري المتضاعف بأعداده بصريا، وبازدواجية مع النقطة والدائرة والخطوط اللينة كالمنحني وغيره، وبمراحل تزداد مع الأحجام بين الأجزاء الصغيرة والكبيرة، فيشعر المتأمّل لها انها تعيش في كون مغلق ومفتوح في آن، بمعنى المكان المتغيّر وفق أحاسيسنا الداخلية التي تلعب دورا مهما في تكوين الشخصية. فهل يمكن اعتبار أعمالها مرحلة فنية تساعد في الشفاء من الأمراض النفسية كالذهان وغيره؟ أم انها تمتلك رؤية ابتكارية خاصة بالتكاثر الفيروسي فيما حولنا وجمالية أشكاله المختلفة؟



dohamol@hotmail.com