بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تموز 2018 12:15ص أعمال الفوتوغرافية عُلا نزيه عباس الضوء المحاكي لشاعرية الحياة

حجم الخط
تستلهم  الفوتوغرافية «علا نزيه عباس» (Ola Nazeh Abbas)  تفاصيل صورها من التأملات الضوئية في عدسة تلتقط  فروقات الضوء والحركة الناتجة عن اصطدامه في المادة التي تؤلفها بشاعرية ذات نكهة واقعية ، وتجعل منها صورة لظل منحته كمية من الضوء المحاكي فوتوغرافيا شاعرية الحياة باختلافها الانساني والطبيعي . اذ يرتبط التعبير الضوئي في صورها بأفكارها  العاطفية،  واهتزازات المشاعر التي تفرض عليها كيفية التقاط الصورة لاظهار الموضوع المتأثرة به او الذي تأثرت به العين ونقلته الى العدسة ببساطة شديدة، وبتجزئة لمشهد تؤلفه تحصر من خلاله موضوعها في ضوء هو لفتة فوتوغرافية تشدنا نحو لحظة من حياة ترجمت الافعال الحركية فيها من خلال الضوء، وشد الانتباه للعمق النفسي النابع من عاطفة تشكل النبع الاساسي لعدسة تمر بمراحل عاطفية متنوعة، منها الاجتماعي ومنها الجمالي البحت، ومنها المواضيع المتعلقة بالمرأة، كصورة المرأة صاحبة الشال والتعبيرات المجتمعة في ضوء جمعته. ليتم انتاج اللحظة بين الداخل والخارج، وبين العتمة والضوء، كلغة تتواصل بها مع الاخرين الذين يشكلون جمالية ترتبط بالامكنة التي يتواجدون فيها، والتي تفتح الخيال لالتقاط الصور ذات المعنى الجمالي فوتوغرافيا . 
تتطلب صور الفوتوغرافية «علا نزيه عباس» تأملات عالقة بالنفس الانسانية وعلاقتها بالضوء، لما تلتقطه عدستها من تنوع في مسارات مفتوحة نحو المحاكاة المرتبطة بالصورة التي تسمح رؤية التفاصيل او حتى البحث عنها،  وكأن عدستها تتنفس، وتبحث عن اضاءة ترسم الخطوات التعبيرية.  ان على الوجه او بغموض تحت وشاحات تؤلفها او ضمن خطوط كذبذبات لطاقة الحياة او لالوان تحررها من عدسة تقتطع من المواضيع الفوتوغرافية ما يضعها في تعبير موضوعي هو تصوير حياتي برمزية ذات تفاصيل بصرية تترجمها شاعريا من خلال الضوء او من خلال الظل الذي ينبض بالحياة ايضا. وباشكال التعبير المستخرجة من عدسة تعكس الواقع الافتراضي لاستكشاف مسارات الضوء بشغف تصويري ينم عن تطلعات اجتماعية تعالج عدة مواضيع ، وابراز مشكلاتها لتكون ضمن الهدف الفني المستخلص من واقع الحياة . 
ترسل» علا نزيه عباس» لمسة  فوتوغرافية بسيطة في التحويرات الضوئية القوية موضوعيا من حيث المعنى الذي تتركه في صور تطوي الضوء، وتجعله في خدمة الفكرة او في ترجمة الموضوع كترفيه بصري،  لتذوق تفاصيل الضوء وحركته المؤثرة على الصورة وجماليتها،  ان في عفوية تبدو في ظاهرها مرسومة من تاملات طويلة او من استخراج الفكرة ضمن صورة بحثت عنها طويلا لتجعلها في عناوين كالمرأة والطفل والطبيعة او الجمال الضوئي الطبيعي في لحظات من نهار او ليل.  لتكون كرسالة مجتمعية يعيد الاخر النظر اليها مستكشفا تفاصيل الحياة من خلالها  او ليضعها ضمن المشاكل الحياتية التي يجب معالجتها او البحث عن حلول انسانية لمشاهد تلتقطها، وتوحي برمزية ما الى عنوان تتركه ضوئيا في صورة هي من الحياة. 
يحقق الاطار الضوئي الهدف في صور «علا عباس» الفوتوغرافية وبتغيرات في الوضوح من حيث الناحية النظرية التي تشمل الحجم او ما يتم تصويره ضمن مستوى الضوء والظل، وارتباك الشكل المبسط الذي يعتمد على تنفيذ الرؤية الفوتوغرافية الهادفة الى خلق موضوعات تتصل بالحياة، ومشاكلها الاجتماعية والنفسية والسياسية برمزيات تخفي قساوة الموضوع الذي تتناوله بجمالية فوتوغرافية تهدف الى الاحتفاظ بالاطر التصويرية الهادفة الى ابراز قيمة العدسة في محاكاة الحس الانساني، وان ضمن الصور الفوتوغرافية التي تشكل النص الصامت او النص البصري المحفز الى الاكتشاف الفني والاجتماعي وما الى ذلك. 
اعمال الفوتوغرافية  علا نزيه  عباس»(Ola Nazeh Abbas) من مجموعة متحف فرحات.


dohamol@hotmail.