كنا نعيش في هناء وسعادة والسماء تملؤها النجمات
كل نجمة تنير قلوبنا وحياتنا لتزيل عنا الظلمات
أتت المصائب الواحدة تلو الأخرى ذات قوة وسطوات
حتى جارت علينا الأيام وعلى الوطن بشديد الأزمات
جعلونا نتجرّع كؤوس المرّ ورقادنا من غير سبات
وفاء الماضي للأرض ولّی واندثر وولّت المنجزات
واليوم وقد نابتنا كل النوائب وقلوبنا تئنّ حسرات
والمسؤولون لا يحرّكون ساكناً ونحن نسحّ الدمع(1) والزفرات
وجدتني أعيش مع الماضي الجميل أعيش مع الذكريات
ذكريات أيام لا تنتسى تعبق أنواع النفحات
نفحات جمال الأرض والأزهار وعبق النسمات
دعوني أتذكّر كيف كان لبنان يجذب السياح للسهرات
وكيف كان الشعب يستمتع بمجده كل المتعات
دعوني أعود الى زحلة والبقاع والمريجات
والى بعلبك بقلعتها وجمالها والسياح في الحفلات
وأعود الى الجنوب بكل ما فيه من طيبة وطيبات
والى الشمال وعلماؤها التي تزيل عن القلب الكربات
وأعود بالذاكرة لإخلاص السياسيين للوطن لأعلى الدرجات
أيام كانت بيروت الجذابة تستقبل السائحين والسائحات
كل العالم كان يحسدنا على لبنان بما فيه من حسنات
يا حسرتي على الوطن قبل الأوان جعلوه من الأموات
يا إلهي أنت القادر المقتدر دعهم يرون إحدى المعجزات
بأن تحرق قلب كل من سلّم الوطن لشتى أنواع العذابات
لمآربهم الشخصية الحقيرة صار لبنان أشلاء وشتات
لكل هذا أعيش اليوم الماضي الجميل مع الذكريات
(1) سحّ الدمع: انسكب بغزارة