ان ملكة التركيز وحسن استخدام الوقت هما كل ما في الحياة من فائدة ترتجى. عندما أتوانى في ما أسعى إليه وأنظر الى الوراء وجانبا، بدلا من أن أحافظ على عيني تنظران الى ما هو أمامها مباشرة، أشعر ببرودة في القلب تجعلني انقاد الى أي مكان ما خلا الهدف المنشود.
ما إن يركّز المرء على موضوع ما حتى يغيب كل مؤثّر دخيل. هنا تكمن إجادته، ولو نسبية، ما قد جيّش كل العناصر العائدة الى الموضوع. أما ذاك الذي لا يركّز على موضوع ما، فيقوده تصرّفه المشتّت الى المؤخرة. في الإجادة طبعا درجات، وان أي اكتشاف ذا قيمة يفترض انتباها متأنيا. من لا يعمل طاقته التركيزية لا هدوء يعرفه ولا اطمئنان يركن إليه.
في سر التركيز سر اكتشاف الذات واحترامها. يلج الإنسان في عوالم نفسه فيكتشف إمكاناته الشخصية وما ينبغي بذله لكي يناسب الإمكانات بإزاء التحديات.
هناك، وطنيا، حاجة الى تركيز على مسألة الزواج غير قابل للانفصام بين المذاهب والأزواج والأفرقاء عموما. المسألة هي مسألة ترتيب للبيت الداخلي المتعدد الأوجه عبر حوار لا ريب في صعوبته مثلما كل حوار جدّي جامع مانع شامل. المسألة مسألة «زواج» وليس مجرد مغازلة قد يمليها حب التسلّط من فريق على فريق. هكذا نمسي أنصار أنبيائنا ورسلنا وأوليائنا مع الأخذ في الاعتبار كون السياسة هي فن الممكن في كل وطن يريد أن يبقى في زمان الناس. ولكن، ماذا ترانا نفعل والطفالة الفكرية والعملية سيدة الموقف؟!...
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه