بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2023 12:00ص أهمية الحوافز

حجم الخط
ان ما يجعل الحياة على جانب من الكآبة هو حاجتها الموصولة الى حوافز. ولكن الذين يستشرفون المستقبل في ذواتهم لا يموتون. ما دامت لديهم حاجة الى التطور، هناك لديهم مبرر لوجودهم.
الرضا موت. فعلى المرء أن لا يتصدّى للرغبات لأنها محفّزات قوية تولد الإبداعية والحب والتعلّق بالحياة على العموم.
سر الانضباط هو الحوافز. فعندما يستحوذ المرء على قدر كافٍ من التحفيز على العمل يستقيم الانضباط من تلقاء نفسه فيكون وازعا أكثر منه رادعا.
الموهبة لا تكفي. فهناك حوافز ومثابرة، إيمان ونضال. في سن مبكرة، يتبيّن الفقر أو النقص ضروريا للتقدّم فضلا عن تعطّش شديد الى إثبات الذات ونيل التقدير. ينبغي للفتى أن يشعر بأن عليه «أن يريهم ما ليس في الحسبان» تمهيدا للنجاح الذي ليس كل شيء لان الرغبة في العمل هي المحرك الأول. لذا، على المرء أن يعالج نفسه، يبرأ وينتهج طريق الخير والفلاح يمشي وراءه. المحاولة أهم من القدرة.
على الرئيس المنتظر أن تكون لديه أقلّه حوافز الشباب المبدعين أولئك: ان يؤمن بقيامه بالواجبات إزاء المواطنين الملتئمين في بوتقة واحدة وانتظام، وأن يتجاوز الحوافز السطحية الآنية وحتى الجماعية الضيقة في سبيل ترسيخ حياة متكاملة، متضامنة متماسكة تبعا لمبادئ وطنية ثابتة وأخلاق روحية مشتركة. من تراه يحمل خطايا السياسيين المتعاقبين المتوارثين أولا قبل أن يُعنى بالاقتصاد وحتى بالشأن الثقافي؟ الشأن العام هو الأساس، وهذا ما تعنيه كلمة «جمهورية» في اللغات الأجنبية. فلنتجمهر حول رئيسنا المنشود ذاك، فلا تبقى شهوات بعض السياسيين البشعة حوافز لوجودنا أو عدم وجودنا. عندها تنطلق أهازيج الحياة تلقائيا من الحناجر.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه