بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 كانون الأول 2021 12:00ص أهمية رومانسيات الألوان في أعمال الفنانة مهى جمّاس

حجم الخط
تضجُّ لوحات الفنانة التشكيلية «مهى جماس» (Maha Jammas) بتعبيرات لونية زاخرة وموسومة بجمالية تثري العلاقات الفنية المترابطة عاطفيا مع رومانسيات الألوان الغنية بالدلالات والمعطيات ذات البنية الشاعرية، المصقولة بتطورات فنية حساسة تدفع المتأمل للوحاتها نحو الفرح اللامتناهي أو نحو الايحاءات المختلفة التي تلتهب بأتون التعرجات التي تخضع لمنطق الفهم اللوني، وقدرته في خلق المعاني الجمالية التي تميل نحو الطبيعة المجرّدة من الجمود لخلق قوة جدلية انفعالية في تصوراتها التي تستحضر من خلالها اللحظات الشعورية التي تُنتج التفاعلات اللونية المسبوكة بحالات إنسانية ذات جماليات متآلفة، ومتزنة في تجسيداتها الذاتية والتناغمات الإيقاعية الهادئة المؤنسة بصريا، والمترجمة لتفاصيل ناتجة عن مزج الألوان وفق التضاد والتناغم وبنغمات مختلفة. إذ تثير الكثير من مشاعر الحب والفرح والتواصل الإنساني، وبنسق جمالي عمدت من خلاله الفنانة «مهى جمّاس» الى خلق عدة نبرات لونية مختلفة للوصول الى جوهر الاحساس بالألوان، ومنحها توهجات حرصت من خلالها على إبراز الانعطافات الحسية التي تثير البصر، وتفتح الخيال على عوالم الرؤى الجمالية.إذ تتوغل في حقول ألوانها الربيعية والخريفية مع ريشة تتماهى مع الكائنات من حولها بأريحية تهمس من خلالها بسلاسة فنية تثير الدهشة وفق ملامح البساطة والتعقيد، والتحرر من المصطلحات المعقدة في الفن. فهل تعزف الفنانة «مهى جمّاس» على أوتار النفس من خلال ألوانها التي تفيض شجنا وتشدو لها الأحاسيس؟ أم ان للتجريد وتعبيراته المبطّنة جزالة لونية تثري المفردات التشكيلية باستعارات وظّفتها فنيا؟

تتأصل الحركة في لوحات الفنانة «مهى جمّاس» وتندمج مع التوليف اللوني الذي ينساب وفق نغمات كل لون وتدرجاته، وبخاصية شاعرية أكثر حيوية بصرياز لتكشف عن احتواءات فنية رقيقة حسيّا، وتعكس ما يمور في النفس من مشاعر تفيض مع كل لون وسمته بمعنى الحياة والطبيعة والجمال، فالصيغة الفنية في لوحاتها تترك انطباعاتها الجمالية وفق ماهية الريشة المتقنة لشاعريتها الرقيقة، التي تمنح الحس نوعا من الايحاءات القادرة على استخلاص المعنى الجمالي ذي التنوعات المختلفة، كسلم موسيقي شجيّ النغمات. فهل يستطيع اللون في أعمال الفنانة «مهى جمّاس» الوصول الى كنه النفس من خلال الخطوط الليّنة وسيطرتها على الوجدان والعاطفة؟ أم انها تمنح اللوحة شاعريتها بوضوح تتوازى معه الفواتح والغوامق؟

كلما توغلنا في مسارات الألوان في لوحات الفنانة «مهى جماّس» ندرك حساسية الخطوط التي تتعرج وفق متغيّرات الاحساس الذاتي، وتعكس في الوقت نفسه المشاعر والأحاسيس الداخلية للحظة مزج الألوان ومنحها لغة تشكيلية متحررة من قيود الجمود، لينعم المتأمل للوحاتها بصفاء الألوان المتغلغلة ما بين أزرق أو أخضر أو حتى الأحمر الشغوف بالحياة ورمزيتها المتصاعدة مع أبيض يميل الى الروحانية بمنطق فني له لغته الخاصة، وغاياته الجمالية وتقاسيمه المهيمنة على الايحاءات الداخلية للمعاني ذات الوشائج الرومانسية بحميمية تثير الدهشة. إذ اصطبغت لوحاتها بصباغ الحياة الباعثة للفرح، والقدرة على تجديد المسارات، لتمنح المتأمل نظرة تفاؤل ومحبة، وجمال برومانسية شدّت أوتارها بنغمات الألوان المؤثرة بصريا، والمحفّزة للكثير من المشاعر الملغزة، ومستخلصة من المقامات اللونية تحديدا التي تجذبنا برقّة نحو عدة مستويات جمالية ذات محسنات ضوئية تأتلف معها الخطوط بنهج تشكيلي تلتزم به مهى جمّاس به وبرقّة تتماثل من خلالها الألوان، وتنسجم مع الظل والضوء بتقارب وتجانس، وفق نظم تمهّد للكثير من التساؤلات عن أهمية رومانسيات الألوان في الفن التشكيلي، وقدرتها على بث الفرح والسرور في النفس. فهل تزهو لوحات «مهى جمّاس» بومضات شاعرية تجعلنا نحلّق في فضاءات الخيال؟ أم أن للمزج اللوني في لوحاتها رؤية فنية أنثوية تنضوي تحت مسمى رومانسيات الألوان ونغماتها التي تتمثل بالآداء الجمالي، لريشة تمجّد القيم الروحية في الألوان، وتغمر البصر بمشاعر الإرتياح النفسي. إذ يتذوق البصر الحركة والضوء والظل بإحساس مرهف ومؤثر، وبسمو جمالي يتمتع برؤى ذي حدس فني شاعري.

معرض الفنانة التشكيلية «مهى جمّاس» (Maha Jammas) في غاليري اكزود الأشرفية.