بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2022 12:00ص أوجاع

حجم الخط
نسأل في غمرة هذه السويداء، أين نجد دورنا في عالم زائف؟
الحقيقة اننا نجده في تشغيل الجهاز الهضمي وكلمات مضيئة على شاشـة الحاسوب، لأن الجمجمة لم تعد تتحمّل مناطحة الجدران.
نخلص إلى جدوى ما نكتب أو ننتج من إبداع، لذلك كما يظهر اننا لا نكتب الآن الكتابة الحقيقية، نحتفظ بكتابتها لزمن قد تنفع الكتابة فيه، فالعلاقة بين النص والمتلقّي تشبه إلى حدّ بعيد الأوعية المتصلة، أحدهما يرفع الآخر إليه، والحاصل الآن ان سبل التواصل مسدودة بألف وسيلة، أهمها الحاجة وأولها اليأس العام ولا بدّ من تزاوج سري بينهما.
فهل نطلب من راكض خلف رغيف التوقف عن الركض لسماع قصيدة؟ أو نص قصصي؟..
هذا من جهة...
من جهة أخرى، ليس من نص فاعل بدون روح والتلقّي بمفهومه الفكري العام العميق والأرضية الصالحة لهذا التلقّي.
حتى الروح تبدو الآن مثقوبة بألف ثقب ولا ينفع النفخ فيها.
من هنا، من هذا الواقع المرير نفهم التوجه إلى المشخصاتي الملوث بالعبثي في كتابات الجسم المفترض أن يكون إبداعياً.
وتالياً، ولأن الجدران قد انخفض علوّها وسهل القفز فوقها نفهم هذه الغزارة في عدد المعتدين ابداعياً، وبعضهم توصل إلى وضع القواعد والأصول والتوجيه والارشاد وقارب أن يكون مرجعية يرجع إليها..
وكأني بالثقافة الآن باتت خادمة سياسية مع افتراض حسن النيّة لدى البعض هي مكملة للهيبة أو لكمال الموقع.
وإلّا ما معنى الانتماء السياسي الواضح لمواقع ومنابر ثقافية تصول وتجول؟!
والثقافة عندما يتم استيعابها أو استثمارها تتحوّل إلى رماد.
الأمر بحاجة إلى يقظة.. ولكن كيف ومتى؟!..
تلك هي المسألة..